الأزمة العالمية التي تضرب العالم بسبب فيروس كورونا وفي غمار صراع الدول حول العالم تبرز قدرات متفاوتة بين هذه الدول في مواجهة هذا الوباء الفتاك الذي تعدت آثاره الحدود البيولوجية للإنسان وذهب هذا الفيروس بعيداً وفتك بالاقتصاد العالمي وجعله جنباً إلى جنب مع الحالات التي تحتاج إلى الإنعاش في العناية المركزة.
وهنا لن أتحدث عن قرارات المملكة وحكامها الأفذاذ في مواجهة هذا الوباء، بل سأتحدث عن الاستعداد التقني الذي كانت عليه السعودية في دعم الإجراءات الاحترازية التي أخذتها الدولة فقد كانت البنية التحتية تقنياً في مستوى مبهر جعل متخذ القرار يشعر بثقة كبيرة جداً، حيث برزت القوة التقنية على جميع الأصعدة، صحياً أو تعليمياً أو حتى على الجانب الأمني.
لقد كان للتقنية المتقدمة دور بارز في ترجمة جهود الدولة وحكامها إلى واقع ملموس يعتبر مفخرة لنا كسعوديين ودروساً مستفادة للدول من حولنا.
والآن مع الخطة الجديدة التي انتهجتها الدولة الفتية في تخفيف الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء فمن المفترض على جميع القطاعات أن لا تأخذ خطوة إلى الوراء بحيث تعود إلى بعض الممارسات والإجراءات التي كشفت هذه الأزمة التي مررنا بها أنها غير مبررة وأن التقنية كما سهلت حياة كثير من الناس قادرة أيضاً على المساهمة في رفع مستوى الأداء لجميع القطاعات بعيداً عن الإجراءات الروتينية التي كانت تأخذ جهداً ووقتاً كبيرين ومن خلال تجربتنا هذه التي برهنت لنا أن التقنية حليف قوي في تسريع عجلة التطور يمكن الاعتماد عليه بعيداً عن التقديرات الشخصية التي يكون فيها العامل البشري له دور كبير في صحة أو خطأ القرار.
وأخيراً استخدام التقنيات سيوفر بيئة متقدمة إذا صح القول لشبابنا وشاباتنا من جامعاتنا العريقة وكذلك من مخرجات الابتعاث التي بدأت -ولله الحمد- تظهر آثارها على القطاعين العام والخاص على الرغم من أن القطاع الخاص ينتظر منه مبادرات أكبر وأكثر تسارع في إحلال هذه الطاقات الواعدة من أبنائنا وبناتنا.
وعلى الجانب الآخر يقع على عاتق وزارة الموارد البشرية الدور في تعزيز هذا التوجه ووضع معايير وأدوات قياس لمدى تنبني القطاع العام والخاص لهذا التوجه الذي إذا تم تبنيه وتعزيزه سيكون من أهم ركائز الدعم لتحقيق رؤية 2030 والتي تتمحور حول الذكاء الصناعي والمعتمد على التقنية الحديثة وكذلك الشباب الطموح والواعد في تنفيذ الخطط الإستراتيجية لهذه الرؤية.. كذلك مخرجات التعليم يجب أن تكون متسقة مع هذه التوجه بحيث يكون هناك تكامل يصب في مصلحة تحقيق الأهداف الإستراتيجية للدولة.
ختاماً إلى الأمام يا بلدنا المعطاء ويا دولتنا الفتية وحمى الله بلدنا وحكامنا والشعب الوفي من كل سوء.