عبدالعزيز بن سعود المتعب
لكل شيء في هذه الدنيا نهاية على كل الأصعدة بما في ذلك لحظات وصل الشعراء الحالمة على مر العصور في قصائد شعر الغزل الفصيح وصنوه الشعبي يقول المتنبي:
وكيف التذاذي بالأصائل والضُّحَى
إذا لم يَعُدْ ذاك النسيم الذي هَبَّا
ذكرتُ به وصلاََ كأن لم أَفُزْ بِهِ
وعَيْشاً كأنِّي كنت أقْطَعَهُ وَثْباَ
وقد صوّر الشاعر ابن زيدون طول الوقت الممل بعد من يحبه بنقيضه الجميل الذي أفل وألحقه حسرته عليه:
إن يطل بعدك ليلي فلكم
بت أشكو قصر الليل معك
أمّا الشاعر مجنون ليلى فشبَّه لحظات البُعد والهجر لمنتهجها بالتبلّد الشبيه بصفات من لا يحمل المشاعر العاطفية الرقيقة بينما شبَّه لحظات وصل من يحبه وتلهفه عليه بمن ليس له صبر البته:
هَجَرتُكِ حتى قيل لا يعرفُ الهوى
وزرْتُكِ حتى قِيلَ ليس لَهُ صَبْرُ
وهناك من توجّس من البُعد قبل أوانه كمرحلة ليس منها بُدّ في كل قصة حب حالمة أثيرة رسمتها مشاعر الأيام والليالي الجميلة في العمر يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل:
الموت كان العِرف عقب البطا ضاع
والمنتحي ياسعود صعبٍ رجوعه
ولأن مثل هذه المواقف وتأثيرها البالغ بين القرب والبعد في تضادية أزلية لا يشعر بها إلا من عايش أصغر تفاصيلها في كلا الحالين قال الشاعر عبدالرحمن البواردي:
أبات الليل كنّي نيم وعيوني مِشَقّاه
على مضنوني الغالي خليفة من غدالي
يلوم الحال من لافارق الغالي بدنياه
عسى من لامني مثله يفارق كل غالي
والشاعرة مرسا العطاوية شبّهت نجوى المحبوب تحت ضوء نجوم الليل بما لذ وطاب (حليب المصاغير) بينما شبهت حديث من سواه بنقيضه من أوجه منغّصات الحياة:
إلى جت نجوم الليل مثل الفنانير
يضوي عليهن يَدرق البيت دَرْقا
هرجه على كبدي حليب المصاغير
وبعض العرب هرجه على الكبد حَرْقا