عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) حل علينا فيروس كورونا أو كوفيد- 19 بصورة مفاجئة وغير متوقعة حتى المختصين في عالم الفايروسات لم يتوقعوها، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يشهد العالم فايروس كهذا، فقد حدث أن وأصيب العالم بعدة فيروسات في العقدين الماضيين كفيروس كورونا الحيوانات وجنون البقر وإنفلونزا الدجاج وجميعها كانت معدية وكانت التوصيات والتوجيهات تقتصر على عدم الاقتراب من أماكن تواجد الفيروس أو حامله.
فايروس كورونا قلب كل المعادلات سواء في تشخيص الحالات أو تقييم المستويات أو تضارب المعلومات حتى أصبحت دول العالم في حيرة، ووصل أن كل دولة ترمي المسؤولية على الدولة الأخرى في تحمل المسؤولية خاصة الكبيرة منها، حتى منظمة الصحة العالمية تاهت بين الشرق والتزاماته وما بين الغرب واتهاماته، ولكن لله في خلقه شؤون فقد تعلم الناس كثيراً من هذا الوباء وانكشفت كثير من الأغطية وانكشف المستور واتضح كثير من هشاشة بعض المجتمعات والدول المتغطرسة ناهيك على عودة الحياة للأرض والتي تنسمت من جديد بعد توقف كل ما كان يساعد على تلوث الغلاف الخارجي، والسؤال المطروح اليوم وأصبح حديث العالم بأسره هل ستعود الحياة كما كانت أم لا؟ أقول وبالفم المليان لن تعود وستبدل كل شيء وسيبقى الناس وثقافتهم وإيمانهم بما حدث -والحمد لله- أننا في مجتمع ملتزم بثوابت راسخة لا تتبدل، وعقول نيرة عالية الثقافة وعقيدة نؤمن من خلالها بالقضاء والقدر وبكل ما كتب الله لنا إضافة إلى بلد ودولة سخرت مكتسباتها وما وهبها الله لخدمة دينه ومقدساته فنحن بخير، ومهما وصل حجم التغيير لدينا ثوابت لا تتغير ولا تتبدل رمزها الدين والوطن وولي الأمر والله سبحانه ذكر في منزل تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} (59) سورة النساء، صدق الله العظيم، ولا يمكن أن نغفل أن وباء كورونا قد كشف قيمة الإنسان في بلده وعند أصحاب القرار فيها والتي أكدت كذب وتدليس بعض منظمات معنية بحقوق الإنسان لعقود أو قرون من الزمن ضد بعض الدول وخاصة السعودية العظيمة التي أبهرت العالم بطريقة محاصرة الضرر وتعاملها الراقي والمميز مع جميع من كان على أرضها من مواطن ومقيم حتى المخالف للنظام الوطن شمله الاحتواء والعلاج مما جعل بلدنا- ولله الحمد- مضرب مثل وعز وفخر بين دول العالم وقد تكون الأولى بينهم.
اليوم الأعداد تتزايد عالمياً ومحلياً إلا أن الحياة منتظمة والناس مطمئنة رغم أن كثيرا من الأشياء لا زالت متوقفة ومعلقة كالأنشطة الرياضية ودور السينما وبعض الخدمات كالحلاقة والمشاغل النسوية والكوفيات والمطاعم إلا للطلبات الخارجية ولكن بالتأكيد سنعود ونعود بثقافة مختلفة وأسلوب مختلف وتعاط أفضل وحياة ممتعة في وطن واحد تحت قيادة عظيمة واحدة.
نقاط للتأمل
- مبروك ألف مبروك للزميلة الأخت نورة بنت محمد الحقباني على الثقة التي منحت لها وتعيينها متحدثًا رسميًا باسم هيئة حقوق الانسان، ولا شك أن هذه الخطوة قد تزامنت مع مرحلة مهمة وحساسة لتكون معززة للتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة وتسهيل المعلومات المتعلقة بهيئة حقوق الانسان والأنشطة التي تقدمها والمبادرات التي تطلقها إضافة إلى القضايا التي تعمل عليها وتعتبر الزميلة نورة الحقباني أول سعودية تشغل هذا المنصب فبالتوفيق لإحدى أبرز وأفضل بنات الوطن.
- لظروف الطبع لم أتمكن من الحديث والإشارة إلى ما اتخذ من قرارات مهمة ومفصلية في الاجتماع المفترض انعقاده يوم أمس الخميس لاتحاد كرة القدم وهيئة دوري المحترفين ومندوبي الأندية لإقرار واتخاذ قرارات مهمة جداً تحدد مستقبل المسابقات الرياضية ووضع الخطط وخاصة الخطط البديلة حيث لا وضوح ولا رؤية حول انحصار وباء كورونا، وماذا تخفي الأيام والشهور القادمة خاصة مع تزايد الحالات وتشديد متوقع لكثير من النشاطات.
- يجب على الجميع التفاعل مع دعوة معالي المستشار تركي آل الشيخ للرياضيين لترك التعصب وإعلاء قيم التنافس الرياضي الشريف، وهذا ما يجب أن يكون العمل السائد بين أبناء الوطن الواحد، فالرياضة فروسية وتنافس شريف وتجمع ولا تفرق خاصة في مجتمع متماسك ومتحاب لدينه ووطنه وقيادته.
خاتمة
اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه، اللهم وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا وولي عهده وهيئ لهما البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه يا ذا الجلال والإكرام يا سميع الدعاء.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بكم جميعاً كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.