د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** من حيث ندري أو لا ندري بدا أننا استكملنا ملفات جيل الرواد لنبدأ بأجيال الوسط، وهم متفاوتون لا ريب إذا عددنا الجيل كما عرفه بعضهم بأنه ثلث قرن والأهم هنا أننا قدمنا عشرات الملفات عن الرواد، والظن أننا إن تجاوزنا أحدًا منهم فبسببٍ لا يمسُّ تخطيطنا أو رغبتنا، وقد أتاح لنا الزمن الصحفي الأجمل من حيث مواردُه أن ننشر سلسلة من عشرة مجلدات كبيرة ضمت أكثر من أربعين شخصية ثقافية رائدة تحت عنوان: (من أعلام الثقافة السعودية)، وتوقفنا لعوامل تمس وضع الصحافة الورقية التي لقيت من الشامتين بمآلها ما ينبئُ عن وعيٍ مفتقدٍ إن لم نقل جحودًا غريبًا، والأيام دولٌ وما ظنه بعضهم دائمًا أو جميلًا هو مؤقتٌ وعابر، والمؤسسات الصحفية لن تخسر بانحسار أمدائها فهي قادرة على إعادة تكوين مهامها وأنشطتها، أو حتى التوقف عن مسؤوليتها الأُولى، وقد سبق معظمُها إلى تبني البديل الرقمي بصورة زاهية متمشيةٍ مع إيقاع هذا الزمن.
** المهم أن الملفات ستتجه إلى الجيل التالي لجيل الرواد، ومعنا في عددنا مثقف نبيل أصيل وابن رائدٍ كبير قدير؛ فالدكتور حسن بن حجاب الحازمي - إذ يستضيفه ملفٌ فقد أضاف إلى ملفات شارك فيها بروح المحب الباحث المضيء، ولعل من آخرها ملفَّ شخصية ثقافية من جيل الوسط كذلك، وهو الأستاذ المبدع الموثق خالد بن أحمد اليوسف، ولا ننسى ملفًا قريبًا آخر عن ابن جازان كذلك وهو الأستاذ أحمد الحربي، وكلهم متجايلون، وستستمر هذه الملفات بعون الله لتكوِّن مادةً مستقبليةً للباحثين في الثقافة السعودية الممتدة زمانًا ومكانا، ونتمنى أن يتهيأَ لها باحثٌ يستقصيها ويُحصيها.
** الثقافة تلدُ ولا تتئد.