حمد بن عبدالله القاضي
كثير من الخلافات الشخصية والإخفاقات الإدارية وحتى الإشكالات مع الناس تكون بسبب ارتهان الإنسان للهوى الشخصي سواء بالتعامل مع الآخرين أو بمحيط العمل الوظيفي أو حتى داخل البيوت.
وهذا «الهوى» يخلق خطاب الكراهية، ويضر بالعمل ويهدم العلاقات.
* * *
«قبل 1500 عام قال حكيم العرب (أكثم بن صيفي) مقولة طافت كل العصور وظلت حكمة بالغة وصادقة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات.. تلك المقولة هي: (آفة الرأي الهوى..!).
أجل أنه لا يشوه الرأي.. بل لا يقتله سوى الهوى.
إن الإنسان لا يستطيع أن يتغلب على عاطفته.. ولكنه يملك القدرة إلا يبدي الرأي في أمر ما عندما يجد العاطفة طاغية على مشورة عقله سواء كانت هذه العاطفة حبًا أو عاصفة غضب!
وإنني أذكر أستاذًا كريماً هو د. عبدالرحمن رأفت الباشا -رحمه الله- وكان يدرسنا في المستوى الثالث الجامعي وكان يؤجل تصحيح بعض ما يكلفنا به من واجبات أو دراسات.. وكانت حجته أنه - أثناء التصحيح- وجد بنفسه شيئًا على طالب عبث بالمحاضرة، أو آخر أساء الأدب ونحو ذلك مما يحدث من بعض الطلاب، ولهذا فهو يؤجل تصحيح واجبه حتى يزول ما في نفسه حتى لا يظلمه أو يبخسه حقه.. رحم الله ذلك الرجل الرحمة التي يجازي بها العادلين الراحمين.
* * *
إن الرأي عند من يهيمن عليه الهوى، أو يشوبه شيء من الحيف يجيء رأيًا خاطئًا.. بل ظالما..!
كم يحسن بنا إلا تأخذنا عاطفة الهوى.. ولا يجرمنا شنآن قوم على ألا نعدل عندما نبدي رأيًا أو نصدر حكمًا.
لنعدل عند إبداء الرأي.. أو اتخاذ القرار فذلك أقرب للتقوى.. وهو بالتأكيد أوفق للصواب.
* * *
=2=
آخر الجداول
قال الشاعر:
وقد زعموا أن المحب إذا دنا يمل
وإن البعد يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد