هلا بالخميس نرددها احتفالا ببدء نهاية الأسبوع والاحتفال بها بعد أيام العمل أوالدراسة والتزاحم في الطرقات كل يخطط حسب اهتماماته المهم الاستمتاع إلى آخر حد، وكأن يمثل يوم الأحد عبئا وثقلا لأنه بداية العمل أو الدراسة، وجاء بسرعة البرق بعد نهاية أسبوع لم نشبع منه بعد. ومنذ فرض الحظر والحجر المنزلي تشابهت الأيام مع جائحة كورونا المستجد فأصبحت أيامنا كلها مكررة لا فرق بينها وطالت الإجازة أكثر من اللازم والوقت يمر ببطء، واشتقنا للخروج من المنزل واكتشفنا أن ساعات العمل الطويلة المملة والازدحامات في الطرقات هي النكهة الحقيقية التي تجعلنا نستمتع بالإجازة القصيرة في نهاية الأسبوع، ونتغنى بفرحة وشوف ونردد (هلا بالخميس) ونجد متعة في قضائها مع الأصدقاء والأصحاب والمعارف والأهل.
مرت أيام الحجر المنزلي والحظر بطيئة مملة فقدنا فيها الكثير من المتع والتسلية التي كنا نبحث عنها في تزاحم الحياة عن الوقت لنمارسها ونستمتع بها الا إنها فقدت جمالها وشغفها، لم تصبح الأفلام ومتابعة المسلسلات بنفس التشويق السابق وأصبحت تتصدر حياتنا ونقاشاتنا الأخبار الصحية حول العالم مع متابعة إعداد المصابين والمتعافين وكل جديد وكل أمل عن دواء أو لقاح أو علاج لفايروس كورونا المستجد ونتتبع إشاعات رسائل عودة الحياة إلى طبيعتها بلهفة متمنين صدقها، وأصبحنا خبراء في مفاهيم ومعلومات جديدة فصرنا نعرف المعاهد البحثية في كل مكان والفايروسات وتاريخها والأدوية واللقاحات ومعدلات انتشار الأمراض والمنحنى الوبائي، ونملك حصيلة من الكلمات الجديدة مثل الحجر والحظر وفرق التقصي الوبائي والمسحة الطبية والتعافي والانتكاسة وغيرها من المصطلحات، ولدينا كم هائل من الأخبار والقصص والنظريات والتحليلات لمختلف السيناريوهات لبدء الفايروس وكيفية انتشاره والأدوية واللقاحات، ونملك مختلف الحجج عنه ولو كانت متضادة ومتناقضة. وحتى مقاطع وسائل التواصل الاجتماعي والواتس أب من نكت وقصص تدور أغلبها وتذكرنا بفايروس كورونا المستجد.
وأصبحنا نتطلع ونتمنى بلهفة وترقب عودة الحياة على ما كانت عليه سابقا برضى وتشوق، وكما يقال: «تعرف النعم بعد فقدها أو زوالها»، وسبحان مغير الأحوال أصبح يوم الأحد معبرا عن بدء دورة الحياة ليكون اليوم الونيس متصدرا المشهد بفرح وسرور وسعادة بقدومه بعد طول غياب.
فخلاصة ما يمكن الاستفادة منه في ما مر بنا ومازلنا نعيشه من خلال أيام الحظر هو تقدير وتزاحم النعم التي كنا فيها سابقا فالازدحام وضغوط الحياة والعمل هي من تصنع يومنا وتشعرنا بقيمة الراحة بعد هذا التعب اليومي ويجعل الإجازة الأسبوعية لها قيمة وطعما ننتظرها بفارغ الصبر ونخطط على استغلالها لآخر مدى ونتفنن في كيفية قضائها، ففترات الحظر جعلت قيمة أيام العمل والخروج لا تقل متعة عن أيام نهاية الأسبوع، فالحياة أيامها تكمل بعضها بعضا فمرحبا وهلا بكل أيام الأسبوع فكلها ممتعة وونيسة، جعلها غمة زائلة وأن تكون مفيدة لتقدير والشكر لكل ما يحيط بنا من نعم والعمل على الاستفادة منها وتنميتها ولنتذكر لولا لحظات المرض لما عرفنا قيمة الصحة فلنكن من الشاكرين العاملين.
** **
- الرياض