عبدالعزيز بن سعود المتعب
لطالما تغنَّى الشعراء على مر العصور في سحر العيون وتأثيرها الطاغي المتجسّد في روائع الشعر الفصيح وصنوه الشعبي، وفي المقابل كان لنخبة من أبرز الشعراء توظيفهم لمواقفهم من جمال العيون في معنى القصيدة خارج نطاق النمطية المشار إليه أعلاه لسبب أو لآخر تبعاً للموقف الذي قد يشوبه توجّس من جمال هذه العيون وتضمين النص ما يُفضي إلى محاكاة من نوع آخر خاص يقول الشاعر أحمد شوقي:
أُداري العِيونَ الفاتراتِ السَواجِيا
وأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا
قَتَلنَ ومَنّينَ القَتيلَ بِألسُنٍ
من السِّحرِ يُبدلنَ المَنايا أمانِيا
وفي قصيدة الشاعر كامل الشناوي الشهيرة (لا تكذبي) التي غنَّاها كل من الفنانين محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، ونجاة الصغيرة لم يشفع لجمال العيون حتى الدموع.. بعد فوات الأوان حيث يقول:
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة فأنكر وادّعى!
وهناك من أخذ موقفاً للأبد -كردة فعل- مثل الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن -بصوت الفنان عبدالمجيد عبدالله- ولم يشفع لجمال هذه العيون أنها (دعج).. (دعجت العين: أشتد سوادها مع اتساعها واشتداد بياضها):
ما أقول أنا لبيه ولا أقول سمّي
يا عيونه اللّي ما صفت لي وتكدّرت
ومنها:
لا شك ما أنته يا ادعج العين يمّي
لا والذي أطغاك زين وتكبّرت
ظامي هوى وشربت من فيض همّي
ويوم إرتوت روحي من الدمع صدّرت
أيضاً الشاعر الأمير سعود بن محمد -رحمه الله- في قصيدته حلّ البعد بمسافة نجم السماء من الأرض رغم تشبيهه لأهداب ورموش العيون السود الجميلة بالرماح:
خل التغلّي عنك يا مطرق البان
هواك طارت به هبوب الرياحي
والله لو تلبس عقودٍ ومرجان
(وتغضي بسودٍ كن فيها الرماحي)
إنّي عليك أبعد من النجم لابان
أو برق صيفٍ في دجى الليل لاحي
أما الشاعر المتميز عناد المطيري فجعل من جمال العيون حجّة على صاحبها.. فهل قسا -أبو أحلام- لا أعرف على وجه التحديد.
I don’t know for sure
لولا العيون الّلي مظاليل ونعاس
ما كان ينظر لك من النّاس مخلوق
حكمه إلهيه فتن ناس في ناس
ولا يخدع المظهر سوى فاقد الذوق
أنا عرفتك ما معك ذرّة إحساس
تنظر تحت والنَّاس نظراتها فوق