علي خضران القرني
* قبل أيام، انتقل إلى رحمة الله مأسوفاً عليه، المربي الفاضل، ورجل التعليم المعروف الأستاذ عبدالله بن محمد العقل، وكيل الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً، بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلاً.
* لم أعلم برحيله، إلاّ من خلال كلمة الرثاء، البليغة في معناها ومبناها التي كتبها الأستاذ خالد بن حمد المالك -أثابه الله- رئيس تحرير هذه الجريدة بتاريخ يوم الثلاثاء 10 شوال 1441هـ، والتي أجاد فيها ووفى عن مناقب الراحل: التعليمية، والوطنية، والإصلاحية، والسلوكية.
* وكواحد من منسوبي إدارة تعليم البنات بالطائف المرتبطة مرجعياً بالرئاسة العامة لتعليم البنات، فقد تعرفت على الراحل أثناء مراجعاتي للرئاسة بالرياض في مهمات عمل رسمية. وكنت أجد أنا وغيري من موظفي فروع الرئاسة بالمناطق أثناء مراجعاتنا الرسمية له كل تقدير وعناية واهتمام، والتوجيه بتحقيق احتياجات ومتطلبات الفروع مما له صلة بالتعليم وشؤونه ومتطلباته.
* كان الراحل يمثل التواضع الجم، والخلق النبيل والهدوء وحسن التعامل مع من يعرفه ومن لا يعرفه، كان يعمل في صمت وهدوء، ويخطط في صمت ويُنفذ في حكمة ودراية، مكتبه مفتوحاً للآتي من بعيد ومن قريب، مراجعاً كان أو موظفاً.
* يتعامل مع الجميع بحكمة المسؤول المخلص، والإداري الخبير، ويقضي حاجاتهم وفق الإمكانات المتاحة، وما تقضي به التعليمات.
* ((كان المرحوم من المؤسسين للرئاسة العامة لتعليم البنات قبل انضمامها إلى وزارة المعارف سابقاً، في بدء قيامها، فأبلى فيها جهداً لا يُنسى، وقدم لها من عصارة فكره وعلمه، ما جعله يتدرج في سلم الوظيفة إلى أن عُيّن وكيلاً للرئيس العام، لكنه في وظائفه المتعددة لم ينشغل عن المشاركة ضمن كوكبة من المتخصصين في تأليف الكتب الدراسية للتعليم العام، فشارك في مجال تخصصه في خدمة التعليم بأكثر مما تتطلبه الوظيفة الرسمية)).
* كان يرحمه الله هو وبعض المسؤولين في الرئاسة يقومون بجولات تفقدية على لجان التعاقد في القاهرة، وسوريا، والأردن، للاطمئنان على حسن سير العمل فيها وتذليل الصعاب إن وجدت، قبل إسناد عملية التعاقد لوزارة الخدمة المدنية وكنت عضواً في بعض تلك اللجان.
* كنت إذا جئت للرياض في مهمة عمل، أزوره في مكتبه، وكان يسألني عن سير العمل في المدارس والإدارة، من قبيل الحرص والاطمئنان، ولا أنسى مقولته المشهورة لي كلما التقيته (اليوم الغداء عندي) وهي عادة كريمة جُبل عليها، واتصف بها أهالي الرس قديماً وحديثاً من حيث الكرم الحاتمي وحسن الضيافة وطيب الزمالة وجميل الوفاء.. وقد لمست هذه الصفات في العديد من أهالي الرسّ ممن زاملته وظيفياً، أو تعرّفت عليهم خلال عملي بمدينة الرياض.
* رحم الله [أبا محمد] الأستاذ عبدالله بن محمد العقل: وكيل الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه وزملائه الصبر والسلوان، وجزاه بما قدم وأنجز من أعمال لأمته ووطنه وقيادته أفضل الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.