فهد بن جليد
أكثر موضوعين سمعتهما في الأسبوعين الماضيين (الرجيم- ووجهات السفر)، حتى شعرتُ أنَّ فيروس (كورونا) أفسد خطط الرجيم وعطل رحلات السياحة المكوكية عند الجميع، الكُل يُخطط للسفر للخارج من أجل السياحة والترويح عن النفس - شخصياً أعتقد أنَّ كثيرين لن يفعلوا ذلك- المسألة أشبه بالتنفيس والشعور بالحرية والوعود الكاذبة لا غير، تماماً مثل الشعور بالذنب من زيادة الوزن نتيجة الأكل وقلة الحركة بفعل البقاء في المنزل مُدَّة طويلة.
مخاوف الإصابة بعدوى الفيروس في الفنادق ونُزل الإقامة مازالت تلوح في الأفق في بلدان كثيرة خصوصاً تلك التي أقام فيها مُصابون مُحتملون، إضافة لتأثير الأخبار السلبية حول النظام الصحي الذي دخل في (دوائر الخطر) في مُعظم البلدان السياحية، مع تغير مفهوم السياحة والسفر والترفيه، وارتباط كل ذلك في المقام الأول بالسلامة الصحية والأمان الغذائي، حتى في المطاعم والبوفيهات، وكذا اختيار الوجهات وزيارة الأماكن المُكتظة بالسياح كالشواطئ والحدائق والمُدن الترفيهية، وثقافة التباعد الاجتماعي التي تُشكِّل هاجساً وصمَّام أمان وتوصية صحية مُلزمة، كل ما سبق له تأثيره المُباشر على اتخاذ القرار الفعلي بالسفر، -برأيي- كثيرون يتريضون في انتظار تجارب من يُغامر ويذهب للخارج أولاً، خصوصاً وأنَّ البدائل الداخلية الآمنة متوفرة في أكثر من منطقة سعودية سياحية، مع خطط وبرامج بدأنا نسمع عنها مؤخراً ونشاهد إعلاناتها في انتظار المزيد من التفاصيل حولها.
النقطة الثانية الأكثر تداولاً (الرجيم)، وهذه باعتقادي واحدة من أشهر أكاذيب البشر، وإشاعتهم الدائمة في كل العصور والأوقات وعلى مر الأجيال، فلا علاقة لجائحة (كورونا) بها، الكل يحدث نفسه دائماً ويمنيها بالبدء قريباً في (رجيم صحي) وأكل (دايت)، قليلون فقط يفعلون ذلك في الأيام العادية، لذا لا أعتقد أنَّ الحمية أو الرجيم أو الدايت أو الأكل الصحي في حاجة لانقشاع (غمة كورونا) عن البشرية حتى نبدأ، هنا لنتفكر ونتأمل كثيرا من تصرفاتنا وأمانينا ووعودنا الشخصية التي أطلقناها وسط (الحجر) أمام أسرنا وأطفالنا للقيام (بكذا وكذا) بمُجرَّد زوال كورونا هل هي صائبة أم لا؟ -برأيي- أنَّ (كورونا) كانت مُجرَّد (شمَّاعة) نعلق عليها أماني كثيرة نعجز عن فعلها قبل وبعد كورونا!.
وعلى دروب الخير نلتقي.