د. صالح بكر الطيار
دائماً ما تعتلي قيادتنا الرشيدة المراكز الأولى في مجالات الدعم الإنساني والعطاء الذي تقدّمه للعالم وسط استدامة لم تعقها الظروف الاقتصادية ولا ما يمر بالعالم من أزمات وكان آخرها جائحة كورونا التي شلت الاقتصاد وأوقفت أسواق المال والأعمال وأثّرت على كل اقتصاديات العالم. ورغم ذلك شاهدنا الأسبوع الماضي إعلان مؤتمر المانحين الذي نظَّمته المملكة بالشراكة مع الأمم المتحدة والذي شاركت فيه حوالي 126 منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، وأعلن من خلاله عن أرقام المساعدات الدولية لليمن جراء ما تمر به من أزمة سياسية واقتصادية وصحية، حيث تعهدت السعودية بتقديم مبلغ 500 مليون دولار خلال 2020 في دعم خطة الاستجابة الإنسانية ومواجهة (كوفيد - 19) في اليمن من ضمن مليار و350 مليون دولار أمريكي كان مجمل المساعدات التي قدمت على مستوى العالم.
حيث تم تخصيص 300 مليون دولار من خلال منظمات الأمم المتحدة وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبقية المنحة البالغة 200 مليون دولار تُنفذ من خلال المركز ووفق آلياته بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية، بالإضافة إلى اعتماد المرحلة الثالثة من مشروع (مسام) لتطهير اليمن من الألغام بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي.
وأثبتت المساهمة السعودية ترجيح كفة السعودية في ميزان العمل الإنساني والدعم الخيري والوقوف مع اليمن في محنتها وظروفها التي تمر بها منذ سنوات وزيادة الأعباء والتداعيات بعد الجائحة، حيث كان موقف السعودية موقفاً سجّله التاريخ وصفق له العالم بأسره.
وأود الإشارة إلى ما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتوفير كل مجالات الدعم بمتابعة وإشراف وتوجيه مباشر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين وجهود وتخطيط متواصل من المشرف على المركز البروفيسور عبدالله الربيعة هذا القيادي البارع الذي وظّف روح الطبيب في خدمة الإنسانية وهو الذي أنجز عشرات العمليات لفصل التوائم السيامية في العالم واشتهر بها ثم أكمل أفعاله الإنسانية والمميزة بالإشراف على هذا المركز الذي يعد أنموذجاً عالمياً في القيادة والإدارة والتخطيط وفي توظيف أهداف القيادة في سياسات الدعم الإنساني والإغاثي الذي تقدمه المملكة دوماً في كل المحافل لتنفرد بالصدارة الدولية في حجم المساعدات.