أ.د.عثمان بن صالح العامر
مع نهاية كل عام دراسي يعقد معالي وزير التعليم، بحضور النواب والوكلاء والقيادات الإدارية في الوزارة، اجتماعًا موسعًا مع مديري عموم التعليم في المملكة العربية السعودية لتقويم العام المنصرم، ووضع الخطوط العريضة لاستقبال العام الدراسي القادم. وغالبًا يكون في نهاية هذا الاجتماع توصيات دقيقة، تتضمن أجندة واضحة للأعمال التي يجب أن تُنفَّذ في فترة وجود الطاقم الإداري بعد انتهاء الفصل الدراسي الثاني، وبداية إجازة الطلاب، وكذلك أثناء عودتهم قبل بدء العام الجديد. وإن كانت هذه الأجندة تتماثل وتتكرر كل عام إلا أنني أعتقد أنها هذا العام ستختلف عن سابقاتها، وربما احتاج الأمر إلى بقاء قائد المدرسة أو مَن ينيب طوال الإجازة؛ فجائحة كورونا التي لا يعلم أحد متى تنتهي تتطلب بذل جهد مضاعف من قِبل الوزارة ممثلة بالإدارات الوسطى والقيادات الميدانية في جعل البيئة التعليمية مهيأة لاستقبال الطلاب حسب رؤية وزارة الصحة التي تضع تعليماتها وإرشاداتها الوقائية الصارمة. ويجب على الجميع الالتزام والانقياد والإذعان من أجل سلامة وصحة الجميع. وحتى أكون مشاركًا في وضع النقاط على الحروف، ولما أعرفه عن واقع قطاع عريض من مدارس التعليم العام، فإنني أهيب بصناع القرار في هذا القطاع المهم والخطير إلى أن يتم التركيز بشكل مباشر من قِبل إدارات التعليم في المناطق على النظافة الكاملة داخل أروقة المدارس؛ وهذا يستلزم المتابعة والمحاسبة لشركات النظافة والصيانة المرسى عليها هذا الأمر. كما أن من أكثر الأشياء التي تحتاج إلى التفاتة قوية (التكيف داخل الصف المدرسي، ودورات المياه الخاصة بالطلاب والطالبات -أعزكم الله-، والمقصف المدرسي)؛ فهذا الثالوث من أشد الأمور التصاقًا بالبيئة المدرسية الصحية المنتظرة لفلذات أكبادنا، ومن أكثرها خطورة.. إضافة إلى ضرورة مراعاة التباعد الاجتماعي قدر الإمكان. إنّ التعليم سيكون أمام امتحان صعب بعد شهرين ونصف الشهر تقريبًا، وما أسرعها من أيام؛ لذا فالزمن يمرُّ، والتحدي يزداد، ومن غير المعقول أن نعود لتجربة التعليم عن بُعد، والأشد أن نضطر لتأخير بدء الدراسة لعدم الجاهزية في بعض مدارسنا لاستقبال الطلاب والطالبات حسب ما تفرضه ظروف المرحلة من تصرفات احترازية وقائية ضرورية لسلامة الجميع. وهذا الأمر ليس منوطًا بشخص معالي الوزير أو حتى النواب والوكلاء فقط، بل هو على عاتق الجميع، خاصة مَن هم في الميان، وملتصقون بالواقع التربوي اليومي. فظروف كل مدرسة تختلف عن غيرها، والحال في القرى والهجر والمناطق النائية ليس هي مثل حال المدن الكبرى كما هو معلوم، والمدارس هناك ليست كالخاصة جزمًا؛ وعلى هذا فبذل كل ما يمكن من قِبل الجميع عنوان من عناوين الوطنية الحقة، ننتظره لأبنائنا وبناتنا مع مطلع عام دراسي جديد. ودمت عزيزًا يا وطني. والسلام.