د.نايف الحمد
في خضم الأحداث المتسارعة واستعدادات الدوريات العالمية للنهوض من كبوتها بعد ما اعتراها من توقف جراء هذا الوباء،فقد أعلنت الاتحادات الأوروبية الكبرى تواريخ استئناف دورياتها،إن لم تكن قد بدأت بالفعل كالدوري الألماني «البوندزليغا».
بالنسبة للدوري السعودي فما زال الغموض يكتنف الموقف، فالاتحاد السعودي يواصل سياسة الصمت تجاه الكثير من الأحداث حتى وإن كانت مصيرية، «ولا أعلم ما الحكمة من هذا الصمت».
قرار الاتحاد السعودي بهذا الشأن قد يعلن في أي لحظة (ولربما قبل نشر مقالي هذا)،لكن ذلك لن يعفيه من كونه جعل الأرض خصبة لمروّجي الإشاعات وأصحاب المصادر المضروبة، وكذلك الانتهازيون الذين يعتقدون أن بإمكانهم التأثير على قرار الاتحاد السعودي، خاصة أولئك الذين كانوا يمنون النفس بإلغاء الموسم وشطب نتائجه وحرمان المتصدر والمرشح الأقوى لنيل اللقب الفريق الهلالي من حقه في المنافسة الشريفة لنيل هذه البطولة الغالية، أو تتويجه كما حدث في بعض الدوريات الأخرى، باعتباره هو المتصدر.
لنكن واضحين، فمن شعروا بالخوف نتيجة صمت الاتحاد السعودي كُثر.. ذلك أن التجارب السابقة وخاصة ما حدث في الموسم الماضي جعلهم يضعون أيديهم على قلوبهم خشية صدور قرار متسرِّع يحوّل جهود موسم كامل إلى سراب، ويخل بمبدأ العدالة الذي طالما نادينا به، وهو هدف لكل منصف.
أعتقد أن الوضوح والشفافية مهمان جداً لتحقيق النجاح. خاصة إذا كنت تعمل في بيئة يغلّفها الكثير من اللغط، ومن غير المتوقع أن يُفسّر صمتك بشكل إيجابي.. وإذا ما أراد الاتحاد السعودي أن يكسب ثقة الشارع الرياضي فعليه أن يبادر بالتواصل مع الإعلام ويُظهر ثقته بنفسه وبعمله، وأنه لا توجد ضغوط خارجية يمكن أن تؤثّر على قراراته «فالأيادي المرتعشة لا يمكن لها أن تصنع نجاحًا»
لقد سئم الوسط الرياضي من اتحاداتنا الرياضية المتعاقبة منذ العام الماضي، وما حدث منها من فوضى عارمة لا يمكن أن تحدث حتى في أقل الدول تنظيماً وإمكانات.. فالعبث طال أروقة هذا الاتحاد ولم يسلم مفصل من مفاصله.. ولسنا هنا بصدد الحديث عن تلك الكوارث.. لكننا لا نريدها أن تتكرر، ولا نود رؤيتها ثانية.
أملنا كبير بالله سبحانه ثم بدعم سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل للاتحاد السعودي ورئيسه الأستاذ ياسر المسحل، فهما قادران إذا ما وجدا هذا الدعم على أن يعيدا الأمور إلى نصابها وأن يسيرا بما تبقى من هذا الموسم، وكذلك الموسم القادم إلى بر الأمان.
نتمنى أن نشاهد نهاية جميلة وتنافسًا شريفًا يسدل الستار فيه على موسم مثير.. ويكون خير بداية لموسم قادم بآمال وتطلعات جديدة لعشاق المستديرة.