جدير بالذكر هنا قول ديبور إنَّ العرض هو اللحظة التي يحتل فيها الاستهلاك الحياة الاجتماعية. ويؤكّد هذا قول مايكل وولف إنه في اقتصاد الترفيه، يمتزج العمل بالتسلية بحيث يصبح عامل الترفيه أحد الجوانب المهمة في الأعمال التجارية.
فمن خلال جعل الاقتصاد مسلياً ومرفهاً، أصبحت أشكال الترفيه كالتليفزيون وحدائق الملاهي وألعاب الفيديو وغيرها من القطاعات الرئيسة في الاقتصاد الوطني لبعض الدول.
ولذا، ففي عالم المال والأعمال الجديد أصبح لعامل المتعة والبهجة قيمة ترجيحية بالنسبة لبعض المنتجات على بعضها الآخر، وهكذا أصبحت المؤسسات الكبرى تسعى من أجل إضفاء البهجة والتسلية والترفيه على إعلاناتها وعلى بيئة العمل وكذا على المواقع الإعلانية التجارية الخاصة بها أو على مواقع الإنترنت، وهكذا أصبحت هناك شركات تستخدم حيوانات متكلمة كالقطط والكلاب والضفادع، بحيث أصبح الإعلان عن المنتجات يشبه ما يحدث في مدينة الملاهي من مرح ودهشة وتسلية.
ختاماً أقول: كي تنجح المؤسسات التجارية في الأسواق العالمية التي تنازعها المنافسات المستمرة، ينبغي أن تعرض وتدور صورتها واسم ماركتها، لتمتزج التجارة والإعلان في تعزيز عروض الميديا.
إنَّ يومنا مزدحم بالأخبار السياسية التي تتدفق عبر أجهزة التليفزيون، من خلال نشرات الأخبار والبرامج الحوارية والصحف اليومية، وهناك كذلك أخبار المال والاقتصاد. ففي مجال الاقتصاد، أحياناً ما نجد في مجتمع الاستهلاك إنتاجاً مستمراً للسلع يجري تحت وطأة الحضور الخاص والشهرة الخاصة لماركة أو علاقة تجارية معينة وتحت الإغواء الخاص بالإعلانات المصاحبة لهذه الماركة أو العلامة.
ولقد أصبح الاستعراض خلال السنوات الأخيرة أحد المبادئ المنظمة للاقتصاد والسياسة والمجتمع والحياة اليومية.
وينشر الاقتصاد القائم على أساس الإنترنت العروض بوصفها وسيلة للتشجيع والإنتاج وللتوزيع وبيع السلع. وتتدفق العروض بغزارة عبر ثقافة الميديا المتقنة تقنياً لجذب انتباه المشاهدين.
وقد أصبحت الوسائط المتعددة (المالتي ميديا) الجديدة التي توالف بين الإذاعة والراديو والسينما والأخبار التليفزيونية وبرامج التسلية، أصبحت أعمالاً لافتة للانتباه بدرجة كبيرة، مما عمل على تكثيف ثقافة الميديا.
فمع دخولنا الألفية الثالثة أصبحت الميديا مجالاً مذهلاً من الناحية التقنية، كما أنها أصبحت تلعب دوراً يتزايد يوماً بعد يوم في حياتنا اليومية. لقد أصبحت عروض ثقافة الميديا عروضاً تخلب عقول الناس، وتغويهم وتدمجهم في مجتمع الاستهلاك الزاخر بعلامات منهمرة خاصة بعالم جديد من الترفيه والمعلومات بشكل مؤثّر- على نحو عميق - في التفكير والسلوك.