د.عبدالعزيز الجار الله
يمر الوطن العربي هذه الأيام بأصعب مراحله، شبيه بالليالي الحالكة التي مر بها الوطن العربي عشية الربيع العربي عام 2010م، تكالبت علينا إيران وتركيا ومساندة من أوروبا وأمريكا وروسيا، نتج عنها: تدمير سورية ودخول إيران وتركيا إلى الأراضي السورية، وسيطرة الحوثي على صنعاء بدعم من إيران، وسيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية، ودخول تركيا وروسيا وأمريكا في الأراضي الليبية، والعراق ضاعت هويته لا عربية ولا وطنية عراقية تلعب به الأهواء الإيرانية، وغزة أصبحت بالمزاد الإيراني خرجت من فلسطينيتها ومن عروبتها، وقطر تحولت إلى قواعد عسكرية لإيران وتركيا وأمريكا. وزاد اليوم عام 2020م أخطار كورونا (كوفيد 19) الصحية على الإنسان العربي والاقتصادية مع بطالة موسعة وظرف انخفاض عائدات النفط بسبب الحروب وانهيار أسعاره دولي.
العالم يتجه إلى الشرق الأوسط، والجميع له أجندة بأهداف محددة مسبقا في الوطن العربي، واعتقاد أن الانتخابات الأمريكية القادمة ستعيد فريق الربيع العربي السابق بكل لاعبيه وأجندته، فحروب الربيع العربي تدق طبولها على أطراف العواصم العربية، بانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية، حتى مع بقاء الحزب الجمهوري فالمنطقة العربية والسياسة العالمية لن تبقى على حالها وأسعار النفط لا يتوقع لها الارتفاع السريع.
هناك انهيار قادم قد يكون في أمريكا أو أوروبا بسبب الانتخابات أو كورونا أو النفط، وروسيا والصين ترقب المشهد من قريب لتجنبه واستثماره سياسيا واقتصاديا، فالوطن العربي وسط التجاذبات إما السقوط، أو تجنب الضربة، أو النجاة من الانهيار وتداعيات عام 2021 عام والتغيرات الواسعة نجده لم يصل بعد للتحفز المطلوب، والذي فيه نتوجه بالدعاء لله بأن يحفظ الوطن العربي بشعوبه وعواصمه مما يحاك له في ليل لا يعرف له صباح.
هذه الأيام تشبه الأيام والليالي التي سبقت ليلة الربيع العربي، هذا التحفز النشط من الدول المعادية والإعلام البغيض والذي يعادي العرب، نراه يقف على أطراف ومشارف الوطن العربي ينتظره ساعات الانهيار لينقض عليه، إعلام ربيع العرب 2021 يستعد لإشعال الوطن العربي، نتمنى أن تخيب آمالهم ودعواتهم ومخططاتهم لأن العرب هذه المرة قد يكونون مدركين لجميع ما يدور حولهم من خطط تحاك ضدهم.