إيمان الدبيَّان
هو حالة نستودع فيها أرواحنا عند خالقها، فيحفظها حتى استيقاظنا، أو يرحمها في حال مماتنا. كل هذا عندما تعانق أجسادنا وسائدنا، وتُطبق جفوننا على أعيننا؛ فتكون حالة النوم التي تصاحبها أحيانًا أحلام، نتمنى أن تكون واقعًا، وربما أضغاث أحلام، نحمد الله أنها لم تكن حقيقة. وبين الواقع والحقيقة صارت في هذه الفترة أحداث، قد يخيل لنا للحظة أنها حلمٌ مخيف، تذكرناه ونحن نستيقظ؛ لنعيش واقعنا الطبيعي، ولكننا نكتشف بسرعة مذهلة أن هذا هو الواقع الأليم، والجلل العظيم. وأهم هذه الأحداث ما سأذكره هنا باختصار عما نشاهده أو نسمعه في قنوات الأخبار:
أولاً: جائحة كورونا التي لم يستوعب بعض أفراد المجتمع كيف يتعامل معها، وكيف يحمي نفسه، وأسرته، ويحافظ على اقتصاد وطنه بسبب الاستهتار، أو اللامبالاة، والاستكبار، فأفسدوا على الملتزمين بالحظر التزامهم، وضيّعوا جهود العاملين نتيجة إهمالهم؛ ليتركوا سؤالاً في غاية الأهمية: إلى متى وبعض المواطنين لا يتحملون أدنى مستوى من المسؤولية، ويلقون دائمًا بأسباب أي قضية أو أمر على أي أحد غيرهم؟! فمرة يرجعون السبب للعمالة، وأحيانًا لبعض الأسباب، ونسوا، أو تناسوا أنهم السبب الحقيقي في الارتداد، والانتكاس، والعودة إلى ما قاربنا على تجاوزه بلا إحساس.
ثانيها: العنصرية، ذلك المذهب القائم على التفرقة بين البشر بحسب أصولهم الجنسية ولونهم. ويترتب على هذه التفرقة حقوق ومزايا؛ فأصبحت رائحة العنصرية النتنة تظهر علنًا بلا حياء، ولا يقبلها أي دين نزلت به كتب السماء عند من يدعون الإنسانية، والتحضر والحرية، ولكنهم أكدوا أنها شعارات زائفة مرسومة بدم الأبرياء، فسهل إزهاق الأرواح عنوة أمام الملأ عمومًا تعاليًا، واحتقارًا، وازدراء.
حدثان كانا قريبَيْن في وقت حصولهما، بعيدَين عن مكان وقوعهما، ولكنهما حديثا الساحة (التويترية)، ومتصدرا المواضيع الإعلامية، وهما عودة بعض الاحترازات في إحدى المدن السعودية، وحوادث العنصرية وتبعاتها في إحدى المدن العالمية، فكان موضوعي شيئًا مما سُطر وذُكر.