صيغة الشمري
قبل أيام احتفيت بخبر صفقة تجارية بحكم تخصصي في الإعلام المصرفي ولكوني أعرف أهمية هذا الخبر الذي يثبت متانة وقوة الاقتصاد السعودي الذي لم تستطع أزمة كورونا أن توقف قافلته، الصفقة تعتبر الأكبر في تاريخ الاستثمار الجريء بالسعودية، الصفقة تخص تطبيق توصيل طلبات مطاعم لشباب سعوديين بينما التطبيق العالمي خرج من السوق ولم يستطع منافستهم، شباب سعوديون لم تثن همتهم عوائق كورونا ولم تكبل أحلامهم في تحقيق إنجاز اقتصادي عبر صفقة تجارية تخص سمعة الاقتصاد السعودي ولكني صدمت ببعض منصاتنا الإعلامية وهي تتعامل مع الخبر بتجاهل كامل ورفض نشره بحجة أنه إعلان تجاري!
هذه القصة أعادت لي معاناة القطاع الخاص مع الإعلام، معاناة تسبب بإلحاق الضرر بالطرفين، كادت أن تتلاشى منصات إعلامية كثيرة بسبب قلة الدعم الإعلاني، كما تضرر القطاع الخاص بعدم تحقيق نجاح كاف في إيصال رسائله الاتصالية، الطرفان أضعفا بعضهما بعدم الإيمان بدور كل منهما وأهميته، لم يتعاملا مع بعضهما كشركاء فاعلين في المكون الوطني، الإعلام يتعامل بلغة واحدة مع القطاع الخاص لا تخرج عن المال فقط، إن لم تدفع مالا لن تجد اسمك حتى لو في خبر وطني خيري يعم خيره ملايين من أبناء الوطن والسبب لأن اسمك ينتمي لجهة ينبذها الإعلام سواء كنت شركة أو بنك أو مؤسسة، كما أن القطاع الخاص يتعامل مع الإعلام كمندوب تسويق بسيط لاتحضر أهميته إلا عند الحاجة لتوزيع خبر تجاري، لم ينتبه أحد لخطورة الجفاء بينهما، ذراعان مهمان في بناء المجتمع كان بينهما طلاق عاطفي لايتعاطيان مع بعضهما إلا في أضيق الحدود، لم يتعاملا كشريكان، تناحرا حتى زادت مسافة الجفاء التي تزداد في ظل تجاهل جميع الأطراف لخطورة هذا التناحر، لابد من جلوس ثقاة من الطرفين يهمهما أمر الوطن والمجتمع لردم الهوة وتقريب وجهات النظر، القطاع الخاص شريك مهم في بناء الوطن وكذلك الإعلام وعندما يفهم كل طرف منهما أهمية الآخر سينجحان في بناء صورة ذهنية راقية لهما تصب في مصلحة الوطن.