محمد الشهري
دعك عزيزي القارئ العاقل الذي يشكّل السواد الأعظم من المجتمع الرياضي.. دعك من (بني خيبان) وأتباعهم هنا وهناك، ودعك من (لتّهم وعجنهم) لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا أفضل حالًا مما هم عليه من عدم القدرة على الارتقاء بمستوى وعيهم ولو إلى درجة (مقبول).. لماذا؟
لأن هذا الطابور الطويل من (المهرجين والحكواتية) الذي تم تأسيسه خلال حقبة العجز عن مقارعة ومواكبة الهلال بإنجازاته وحضوره المحلي والخارجي.. مهمات هذا الطابور الطويل تنحصر في إثارة الغبار والتشويش والشوشرة والتشكيك في إنجازات الهلال.. وفي محاولة إيهام السذّج بإمكانية منافسة الهلال ولو من خلال افتعال جدليات ما نزل الله بها من سلطان من نمونة (هل البطولة الآسيوية الأخيرة التي حققها الهلال هي الأولى أم الثالثة) مع أن الأمر لا يعنيهم، أي (ما لهم لا في الثور ولا في الطحين).. ثم توسعت مهام الطابور إياه إلى مستوى تكوين روابط لدعم الفرق الأجنبية التي تنافس الهلال ولا بأس من إقامة الأفراح والليالي الملاح ابتهاجًا بخسارته في مقابل إقامة المآتم والمنادب وممارسة اللطم كلما انتصر وما أكثر انتصاراته ومنجزاته.
نعم، دعك منهم ومن لطمهم وضجيجهم وصخبهم المصطنع وانظر إلى ما قاله ويقوله الأنقياء في وسطنا الإعلامي جهارًا نهارًا ودون مواربة أو مداهنة من أمثال ذلك الزميل النقي (حسين الشريف) حينما قال خلال وجوده في أحد البرامج الرياضية التلفازية وبالفم المليان: «كلما أخفقت الكرة السعودية تم استدعاء الهلال لإعادتها إلى الواجهة» رغم أن ذلك الزميل ليس من أنصار الهلال، ولكنه من أنصار مبدأ (قل الحق ولو على نفسك).. قالها صراحة رغم محاولات بعض جلسائه من (المحتقنين) عدم تمكينه من قول كلمة الحق تلك من خلال الشوشرة عليه وقطع حديثه كعادتهم ولكنهم فشلوا في مهمتهم لأن (الحق أبلج والباطل لجلج).
بمعنى أن العمل المؤدي إلى التميز وبالتالي إلى بلوغ أعلى المراتب لا يتحقق بالكلام الإنشائي، ولا (بالهلس) والضجيج و(البروباغندا).. وإنما يأتي ويتحقق من خلال معطيات ومقوّمات وجهد وصبر، على رأي الشاعر الذي قال:
«لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أنتَ آكلُه
لن تبلغَ المجد حتى تلعَق الصَّبرا»
بهذه العناصر الأساسية وغيرها من العناصر الضرورية كضرورة توافر الكاريزما والهيبة وروح البطل.. تتكون مؤهلات (البطل الطليعي) الذي تتوفر له وفيه صفة (الأسطورة).
ذلك أن الزعيم العالمي لم يتسيّد القارة الأكبر في العالم اعتباطًا، وإنما من خلال معطيات وشواهد يعرفها القاصي والداني متمثلةً في (ألقابه السبعة) التي كان من المفترض أن تكون (عشرة ألقاب) لولا العراقيل المفتعلة المعروفة.. هذا عدا نيله المستحق للقب نادي القرن، فضلًا عن العديد من الجوائز والألقاب الإقليمية والقارّية والدولية المتعدِّدة.
من هنا يحق للقارة الآسيوية أن تفاخر وتتباهى بابنها (الأسطورة) الزعيم العالمي.