على مُجمل مقالات يحبّرها بصحيفة الجزيرة-كل ثلاثاء-الدكتور (حسن الهويمل) من كل أسبوع، لن أقول: إن الرجل ما شاء الله أوتي ناصية بيان، بل طوَّع النثر حين وجد له نقبا، ومدّخلا.. ما تحسبك (وأنت تقرأ له) ضنين بل حقيق عليك ألا تقول إلا ما شهِدت وقد شاهدت شدوك بين جُمل سُبكت من لدنه..
إن كل جملة تكاد تأخذها لتسطّر بها حال الاستشهاد بما تروم من مثل ما يسير بك (خطّ بيانها) ولا عجب، لأنه- أبو أحمد- أستاذ جيل ولولا أني أعرف أن هذه الأسطر يثقل نزولها عليه بساحته، لجدّلت به بعض ما اكتنزت منه، وما هو بكثير على مثله.
فإني أشهدكم أني لا أذكر مقالة بلغتني إلا وأخذت منها أكثر من شاهدٍ (بياني)، فحسبه ذاك السجع غير المتكلّف ونمطية (الجناس) بل أزيدكم أني أحايين أتعمّد الوقوف عن إتمام بعض مقاله.. للتلبّس الذي أراه في سطوري بُعِيدِهِ..
وأحسب هذه الأسطر قد تكون ثقيلة على الدكتور الهويمل، لكنها تشفع لقلمي تحبيره (مع الدعاء): تأديةً للشكر..، الذي ندبنا إليه ديننا بقوله- صلى الله عليه وسلم-: (.. ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
فمعروفك معروف وبالغٌ، بالذات وأنا أستحضر رغبةً خفيةً تناهت لذهني من ثوابت مالدي لما فيها من درس تربويّ للجيل وليس به أمر مباشر لرزق بن عبد الوهاب (لا يحسن بكم أن تتعلموا منّا فتذكرونا ولا تترحموا علينا..) رحم الله من مضى وأكرمنا بعطاء من بقي.