رقية سليمان الهويريني
أثناء فترة الحجر المنزلي الكلي والجزئي منعًا من التجمعات ووقاية للناس من انتشار فيروس كورونا؛ لوحظ خروج شباب من المراهقين بهدف كسر الحجر مستخدمين أسلحة نارية. وكالعادة تمت السيطرة على الوضع وتمكن رجال الأمن من القبض عليهم. وعلى الرغم من أنها حالات شبه نادرة مقارنة بالالتزام الشعبي الواعي؛ إلا أن فكرة حمل السلاح والتعامل معه بتهور يستدعي من الأسرة تحمل كامل المسؤولية والحزم ومراقبة الأبناء.
إن وجود السلاح بأيدي المراهقين أو حتى الراشدين يثير القلق ويزيد التوتر خصوصًا في المناسبات التي يعبر فيها أفراد بعض القبائل عن فرحهم، أو أخذ ثأرهم مما ينتج عنه حوادث قاتلة!
ومصدر القلق هو غموض الأسباب التي تدفع رجلاً لحمل السلاح بهدف إظهار فرح أو إزهاق روح! لذا يلزم التعرف على خصائص مستخدمي هذا السلاح، والبواعث الذاتية والمجتمعية التي تدفعهم لاستخدامه.
وأتساءل: من المستفيد من التهاون باستخدامها؟ على الرغم من أننا في بلد يتسم بالأمن والاستقرار، ومجتمع مسالم، يسوده التدين بين المواطنين!
وقد يكون امتلاك السلاح في المجتمع السعودي مرتبطًا بعادات وتقاليد اجتماعية موروثة كدلالة على الرجولة والشجاعة، أو حجة الدفاع عن النفس! ولا شك أن المستفيد من انتشارها هم تجار السلاح الذين يستغلون المنع الحكومي في تداولها والمتاجرة بها، فيحققون أرباحًا طائلة من وراء تهريب الأسلحة وتسهيل الحصول عليها، واستهداف الشباب والمراهقين الذين هم أكثر عرضة للسقوط في براثن السماسرة الفاسدين.
والواقع أن المؤشرات الاجتماعية حول استخدام السلاح تدل على إمكانية تحولها لظاهرة، وبالتالي تسببها في اختلال الأمن وشيوع ثقافة العنف، وهو ما ينبغي التنبه له باتخاذ خطوات حازمة لمواجهة تلك الظاهرة والسعي لمطالبة المواطنين بتسليم الأسلحة من دون أن يترتب على ذلك أية عقوبات، وفتح خط ساخن للإبلاغ عن أي سلاح والتعامل مع تلك البلاغات بسرية تامة مع منح مكافأة مجزية للمبلغين، مع ضرورة التنبيه لمخاطر حمل السلاح، وتوجيه المجتمع وإقناعه بأن ذلك سلوك مرفوض ومقيت، ويؤدي للهلاك، ويترك آلامًا موجعة وحسرة وندمًا.