د.عبدالعزيز الجار الله
أزمة كورونا «كوفيد - 19» لا يتوقع وحسب الصحة العالمية أن تنتهي سريعًا وقد تستمر لسنة أو سنتين، لدينا بنية تحتية من المستشفيات وطواقم طبية من أطباء وفنيين وكوادر مساعدة وإداريين، ولدينا عدة جهات تقدم خدمات طبية، الوزارات والجامعات والخاصة، لكننا بالطريقة الحالية قد نستهلك ونفقدها، نفقد المباني والمستشفيات ووحدات العزل والحجز الاحترازي، إذا استمررنا في هذه الوتيرة من آليات العمل، التي شارفت إصاباتها على (100) الألف الأولى ويتوقع أن ندخل في المستقبل وسريعًا في (100) الألف الثانية وربما نصل إلى أكثر من ذلك مع فتح الأنشطة الاقتصادية والتسوق والأعمال، يضاف لها مواسم الحج والعمرة والزيارة خلال الأشهر القادمة والسنوات القادمة.
نحن بهذه الطريقة وآليات العمل اليومي يستهلك جهازنا ومنشآتنا الطبية بتخصيصها جميعًا ودون استثناء إلى إصابات كورونا:
- عيادات الطوارئ وغرف العناية المركزة وغرف التنويم تتحول جميعها إلى عيادات لكورونا.
- تحويل جميع مستشفياتنا إلى مستشفيات علاج كورونا، والطواقم الطبية تحولوا إلى طواقم طبية لكورونا، وتتجه الرعاية والاهتمام والوقاية إلى متابعة هذه الأزمة.
- إهمال جميع أنواع العلاج والرعاية والمتابعة للمرضى، وجعل الأولوية لكورونا، وهؤلاء المرضى وربما حالاتهم صعبة يتحولون للمتابعة عن بعد عبر الهاتف، وقد يحتاجون إلى أشعة وتحليل وفحص سريري ومراقبة الحالة وتنويم، يمنع عليهم العلاج الصحيح بسبب رعاية كورونا.
- سنصل إلى نتيجة أن جميع مستشفيات وعيادات الطوارئ قد تلوثت وأصبحت موبوءة وموطن وحاضن لفيروسات كورونا وفيروسات أخرى. وبخاصة في المدن الكبرى في المملكة: الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، الدمام، وعواصم المناطق.
في هذه الحال من مكافحة كورونا نخاطر ونجازف بشريحة كبيرة لديها أمراض متعددة، لا تستطيع أن تعالج أو تسعف نفسها أو تنوم في المستشفيات خوفًا من العدوى، وهذا يزيد من تدهور أوضاعها، حتى مستشفيات القطاع الخاص أصبحت تستقبل وتعالج حالات كورونا وبالتالي جميع مستشفياتنا موبوءة بفيروس «كوفيد - 19».
إذن لا بد من حماية بعض المستشفيات، وجعلها لا تستقبل إصابات كورونا والمحافظة عليها، والعمل على تحصين وحماية قطاعاتنا الطبية حتى لا نفقدها، ونفقد مجتمعنا وتدهور حالته الصحية.