في أولِ الأرضِ قبلَ الخطوِ كنتُ هنا
وحدِي الغريبُ وهمِي يرتجي وطنا
الصوفُ قبْليْ وخلفي لا أرى أحدًا
وفي يمينيْ يلوحُ الفجرُ مُفتتَنا
أكادُ أقرأُ في غيمي مواسَمهُ
لكن قيدي أبى أن أدركَ المُزنا
مبعثَرٌ خاطريْ في رحلةٍ بدأتْ
ومجهَدٌ ربما حزنٌ بيَ امتهنا
مسافةٌ كلما مددتُها قصُرتْ
وأشعبٌ داخلي ما زالَ مُفتتِنا
غويتان تحيطاني بلا خجلٍ
وعابدٌ في دميْ من فقره وهنَا
الأغنياتُ على الأعرافِ واقفةٌ
والأحجياتُ بروحيْ أشعلتْ مُدُنا
بين اختصاراتِ خوفيْ أمتطي قلقِي
في صورةِ الريحِ ما أمحو به الشجنا
أنا الثلاثيُّ أبعادًا وأسئلةً
ورغبةً جاوزتْ في مدِّها الزمنا
يضيءُ بعضِي على تأويلِ فطرتِه
ويعبرُ البعضُ مني قابضًا ثمنا
لا حدَّ للونِ عندي في تشكُلِه
ولا انقطاعًا بدربي يخرقُ السُفُنا
أنا التزاماتُ إيماني بأسئلتي
أنا الصرعاتُ خوّانًا ومُؤتمَنا
مفازتي في سمومِ الشكِ عابرةٌ
وروضتي أُمطِرتْ في صيفِها مِحَنا
خطوطُ وجهي وهذا الشقُ في كبدي
وعَبرةٌ في خفائي أصبحتْ سكنا
مهاجرٌ ريثما يقوى مع وجعي
وطائفٌ ينثني في سعيهِ طعِنا
أساقُ أدري ولكن جعبتي أرقٌ
ومقتضى العمرِ جُهدٌ يُورِثُ الحسنا
نهايتانِ هما للهِ في أزلٍ
وأغلبُ الظنِ أني لا أرى حزَنا
** **
عبدالرحمن سابي