سألني ولدي عبد الله - الله يشفيه - سؤالا
بـ لهجتنا الجنوبية:
-يابه آنا فداك وش معنى حب الوطن ؟
الحقيقة هذا السؤال من فلذة كَبِدي
كأنه نضح في وجهي ماءً باردا بعد حُلْمٍ عميق، استيقظتُ منه فجأة !
رَفَعْتُ ظهري مستقيما، مَرْررتُ بيدي على عينيّ حتى وصلت بها إلى ذقني، فتساقطتْ بِضْع شُعِيرات بيضاء على ثوبي الأبيض، امتلأتْ رئتاي نَفَسا عميقا فأجبته:
- أترى يا ولدي هذه الشعيرات البيضاء ؟
- نعم ماذا بها ؟
- هذا هو حب الوطن
- كيف ؟!
- هذا البياض في الشعيرات تناثرتْ على بياض الثوب، حب الوطن مثلها مهما كَبُر الإنسان تظلّ الجذور ضاربة في الوجه تسقط شَعْرة تأتي مئات الشعيرات، فالوطن يا ولدي جذورُ حُبْهِ مغروسةٌ فينا، نبتة صالحة، تسقيها بالحب وماء الولاء والانتماء، تخرج كالنخل وكل من تسوّل له نفسه المساس بوطننا وقادتنا فله سيفان الأول ندافع به والثاني نحمي ونقاتل.
إلا السعودية ياولدي !
إذا المسألة حين يحضر الوطن تنتفي كل الاتجاهات والانتماءات والثقافات ويبقى الوطن شامخا أبيا لمواطنيه عصيّا على أعدائه فكيف إذا بالمثقف ؟!
نعم المثقف - لم ولن أخوض في كنه الاسم وحدوده - في رَقْبَتِهِ بيعة نماء وانتماء وولاء.
نماء: حين أعطاك الوطن كل مقومات المعرفة، أمدّك بالمفيد والكثير الغزير الوفير، وصرت ممن يشار لك بالبنان، وصرت بين غمضة عينٍ وانتباهتها تحمل الثقافة والأدب معك في حِلْك وترحالك لتصل لغاية المنتهى من النماء هنا يجب عليك ردّ ذاك الدّيْن فتكتب يقينا بحروفك ما أجملك يا وطني الحبيب.
انتماء: فعندما تنتمي للثقافة والأدب والمعرفة والفكر، أظْهِرْهُ بكتاباتك، بنصوصك، بمقالاتك دَعْ كل من يقرؤك بأن حروفك عطرة خضراء بداخلهما نخلة عظيمة وسيفان، كُن أنت الْمُغَرد الأخضر، بلبل السلام والعطاء، سطرا، جُمْلة، وعبارات..، تكتبها بالحب، ورسائل الغرام.
ولاء: للقيادة، للحُكّام، للدولة التي تنتمي لها.
والسعودية العظمى وقادتها حفظهم الله أولى لهذا الولاء وآكد بل من الاتباع الشرعي والفقه النبوي الشريف !
فأنت أيها المثقف «ليتني أنتمي لهذا اللقب»
عليك أن تُرينا ذلك الولاء كتابة نثرية فاتنة ، مقالة آسرة، قصّة تُرْوى قصيدة تطير بها مع الُركْبان، رواية تُحْكى، لوحة تُرْسم، موسيقى تُغنّى، حُب ينبض بالولاء (ما أبهى وطني وقادته).
مسافات أخيرة
ونحن نتحدّث عن الوطن وقادته النبلاء العظماء
في ظل هذه الكرونا التي أسأل الله أن يزيل هذه الغُمّة عن الأمّة قريبا ...
#شكرا _للسعودية العظيمة
#شكرا_لحكّامنا_الأشاوس
#شكرا_لرجال_الصحة
#شكرا_لرجال_الأمن
#شكرا_لرجالنا_في_الحدّ_الجنوبي
فالسعودية التي ضربت أروع الأمثلة في التعامل مع هذه الجائحة محليا عربيا عالميا، وكيف تعاملت مع المخالف والمقيم والمواطن على حدٍّ سواء علاجا، حماية واحتواء ... ويبقى الوطن في قلوب مثقفيه .. حكاية عشقٍ لم ولن تنتهي ! وكما قال دايم السيف:
ارفع رأسك أنت سعودي !
القادم
.. عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ !
** **
علي الزهراني (السعلي)