«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
واصل العديد من الأندية الأدبية الثقافية، نشاطه خلال فترة الحجر المنزلي التي تم اتخاذها ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية، التي اتخذتها قيادتنا الراشدة، ممثلة في أجهزتها المختلفة ضمن الخطط الاستراتيجية العملية للحد من انتشار وباء جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، الأمر الذي جعل العديد من الأندية الأدبية في المملكة، تقدم فعالياتها عبر التطبيقات الرقمية، التي تضمنت ندوات، ومسامرات، ومسابقات حظيت بتفاعل جماهيري، في ظل (التزامنية) التي صحبت إقامة تلك الفعاليات، من خلال البقاء في المنازل خلال الفترة المسائية.. إذ كان نادي القصيم الأدبي، أحد الأندية الفاعلة عبر هذه المناشط، إلى جانب مبادرته في إيصال الكتب إلى المنازل، حيث قام النادي بتوزيع (100000) كتاب، التي وصفها رئيس مجلس إدارة النادي، الناقد والأكاديمي الدكتور حمد السويلم، خلال حواره مع «الجزيرة الثقافية»، بأن ما قام به النادي يمثل المرحلة الأولى من المبادرة، موضحا بأن المبادرة في مرحلتها الثانية، تهدف إلى إيصال (200000) كتاب، إلى مختلف المنازل في منطقة القصيم، التي يسعى النادي من خلالها إلى إيصال (نصف مليون كتاب)، إلى المنازل في مختلف محافظات منطقة القصيم.
* « كتابك إلى بيتك «إحدى مبادرات نادي القصيم في خدمة الكتاب، وتنمية القراءة، حدثنا عن هذه التجربة.
- انقدحت فكرة المبادرة في ذهني حينما رأيت الإقبال الكبير على الكتاب في معارض الكتب، خاصة معرض القصيم للكتاب؛ وحينما نستعيد تاريخ الإنسان في القصيم نجد أن الاهتمام بالقراءة والكتاب متأصل فيها منذ جيل الأجداد والآباء، فهم في رحلاتهم التجارية يجلبون الكتب من الدول العربية، وأصبح في كثير من بيوتات القصيم مكتبة وقراء، الأمر الذي جعل أهل القصيم يتميزون بتعلم الكتابة و القراءة، بل والمعرفة التي يغلب عليها الاهتمام بالعلوم الشرعي؛ وقد وجدت الدولة السعودية الثالثة فيهم منذ بواكيرها الاستعداد للعمل في مؤسسات الدولة فكان هناك مساهمة لدى رجالات القصيم في إنشاء مؤسسات الدولة الحديثة .
* كيف انعكس هذا التصور على ذهنية إدارة مجلس النادي الذي تترأسون أعضاء مجلسه؟
- حينما تسلمت النادي وجدت مئات الآلاف من الكتب تضيق بها مستودعات النادي، كتب أصدرها النادي و بعض الأندية الأخرى، وكتب كانت تأتينا من وزارة الثقافة و الإعلام حينما كانت تدعم المؤلفين بشراء مئات النسخ من مؤلفاتهم؛ ولحظت وجود شغف و تعطش وحب لدى الشباب والشابات في القصيم للقراءة، فكنت أتساءل: لماذا نحرم القراء من هذه الكنوز المنسية؟ وحينما طرأت جائحة الوباء، وفرض الحجر المنزلي على الناس وجدها فرصة لإخراج هذه الكنوز حتى تملأ فراغ الناس وتعزز الوعي والثقافة عندهم؛ فقد كان هناك مبادرة أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، أمير منطقة القصيم بعنوان « القراءة حياة « فرأيت أن من واجب النادي أن يفعل هذه المبادرة بعمل استثنائي ، فاستشرت زملائي في الهيئة الإدارية للنادي و باركوا هذا العمل؛ ثم بدأنا أولا في مدينة بريدة ووزعنا (50000) كتاب، و حينما نجحت الفكرة عممناها على محافظات القصيم، ووصلنا إلى عقلة الصقور بين القصيم والمدينة المنورة، وقد أكملنا توزيع مئة ألف نسخة، و سنبدأ بالمئة الثانية خلال هذه الأيام بعد تخفيف الحظر، إذ نأمل أن يصل عدد النسخ نصف مليون نسخة مع نهاية هذا العام الهجري.
* ما أبرز أهداف مبادرة «كتابك إلى بيتك»؟
- نستهدف وضع بذرة لنواة مكتبة منزلية في كل بيت قصيمي، لتكون شرارة توقد نور المعرفة في المجتمع القصيمي، ويدفعنا إلى مواصلة العمل، وإلى التفاؤل بتحقيق هذا الطموح أمران، الأول: تشجيع سمو الأمير حيث هاتفني في آخر رمضان و بارك جهود النادي و شجعنا على مواصلة العمل، أما الآخر فالحماس من أهالي القصيم و الرغبة في اقتناء الكتب وقراءتها، حتى أيقنت أن مقولة «العزوف عن القراءة» مقولة وهمية نرددها دون اختبارها في الواقع!
* مبادرة بهذا الحجم وبهذا المستوى من الأهداف، التي تأتي إلى جانب إقامته للملتقيات، وجائزة للشعر، إضافة إلى «جائزة التميز النسائي» التي تعد فريدة من نوعها على مستوى الأندية، بحاجة إلى الشركات العملية والدعم المالي، فبم تعلق؟
- لدينا خطة قامت عليها هذه المبادرة، والتي تهدف إلى إنشاء نواة لمكتبة في كل بيت من البيوت في منطقة القصيم، إذ لمسنا حماسة في التفاعل مع هذه المبادرة كشفت لنا حب اقتناء الكتاب، ما يجعلنا بحاجة إلى الدعم والمساندة لإنجاز هذا الهدف الطموح وخاصة من قبل رجال الأعمال في منطقة القصيم، وبالأخص بعد توقف الدعم الذي كان يقدمه بنك الرياض للنادي، ضمن ما يقوم به في مجال المسؤولية الاجتماعية، إلا أنني أعول بعد الله على الدعم المصرفي، وعلى رجال الأعمال من أبناء المنطقة الذين رغم شيوع حبهم للقراءة وللكتاب وللثقافة وتوارثهم لهذه القيم، وما أعرفه عنهم من دعم للأعمال الخيرية عامة، إلا أن مما يؤسف له أن دعمهم لمبادرات النادي ما يزال محدودًا.
* ختاماً.. ماذا عن مسيرة إصدارات النادي، وما الذي يمكن ترقبه خلال هذا الموسم الثقافي؟
- أصدر النادي منذ تأسيسه (220) إصدارًا، ومع ما مررنا به هذا العام من ظروف تبعا لما تطلبته الإجراءات الوقائية من جائحة كورونا، ما انعكس بالتالي على موسم النادي الثقافي، إلا أن مجموع ما قدمه النادي في مضمار النشر خلال الموسمين الأخيرين (45) إصدارا، بينما يعمل النادي خلال هذه الفترة من خلال اللجان المعنية بهذا الجانب على فحص ما يقارب حتى الآن (25) إصدارًا.