علي الصحن
يقول الخبر: إن إدارة نادي الهلال وجهت حملة جديدة في إطار سعيها لتعزيز موارد النادي المالية التي تأثرت بجائحة كورونا، وتمثلت الحملة الجديدة بعضوية «أنا هلالي» الموجهة لجماهير النادي بفئات مختلفة، من خلال اشتراكات خاصة عن طريق مزودي خدمة الاتصالات، ويتوقع صناع القرار الهلال أن تسهم هذه الاشتراكات في التقليل من الآثار السلبية التي خلفتها الجائحة، وأن تسهم هذه الاشتراكات في دعم الخزينة، وأن تساعد على الوفاء بالتزامات النادي للغير.
الهلال هو أكثر الأندية السعودية جماهيرية، وهو النادي الأكثر إكراماً وإسعاداً لجماهيره، وجماهيره هي الأكثر دعماً لناديها بين نظرائها، والأرقام عبر التاريخ تشهد بذلك، لكن هل ستحقق الحملة بالفعل ما يتمناه الهلاليون، وهل ستصل للرقم الذي يتوقعونه؟
لنفترض أن متوسط عدد جماهير الهلال خمسة ملايين شخص، وأن من يتوقع أن يقدم الدعم من خلال هذه الاشتراكات سيكون (10%) منهم فقط، أي (نصف مليون) مشجع وأن متوسط الدعم سيكون (30) ريالا من كل مشجع، هذا يعني أن النادي سيتحصل على (15) مليون ريال في الشهر (180) مليون في السنة، وهذا رقم كبير، لكن هل تكفي التوقعات وهل سيكون أمل الهلاليين بمدرجهم كما يتمنونه بالفعل؟
فكرة الدعم الجماهيري المباشر على هذا النحو ليست بالجديدة، في زمن مضى كانت بعض الأندية تعلن أرقام حساباتها في البنوك موجهة لجماهيرها النداء بالدعم، ثم جاءت فكرة الرسائل الإخبارية التي كانت تبث أخبار النادي مباشرة لقاء مبلغ يتعين على المشترك دفعه من خلال مزود الخدمة، ولاحقاً كانت فكرة ادعم ناديك والتي كانت الأقرب للفكرة الهلالية الأخيرة، ولكنها لم تكن عن طريق النادي مباشرة ولكن من خلال وزارة الرياضة (هيئة الرياضة آنذاك) ومن خلال العودة للأرقام المتحققة فعلياً في تلك المبادرات، يمكن وضع تصور منطقي لما ستكون عليه نتائج الدعم الجماهيري لنادي الهلال من خلال الاشتراكات المعلنة أخيراً.
(180) مليون ريال رقم كبير كما أشرت، ولكن ومن خلال قراءة للحملات المشابهة أعتقد أن الوصول إليه لن يكون سهلاً، ولو وصل الهلاليون إلى نصفه فسيكون الأمر ممتازاً لناديهم، وهنا أؤكد أن خيارات استثمارية ووسائل أخرى للحصول على الدعم الجماهيري ستكون أفضل، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت والتفكير ودراسات الجدوى، وهي أمر لا تحتاجه الاشتراكات المعلنة أخيراً.
بقي الإشارة.. جماهير الهلال لم تقصر في دعم ناديها بشكل مباشر وغير مباشر، تدعمه بالمال والجهد والتشجيع، وتلاحقه أينما حل ورحل...
في جلسة قديمة سألت بعض الأصدقاء من ميول مختلفة، عن فكرة دعم النادي مادياً وقلت لو أن كل مشجع دعم ناديه بمئة ريال في السنة كم سيكون الرقم، الغالبية أجابوا بأنهم لن يقدموا الدعم بهذا الشكل وأياً كان المبلغ، وهنا أرجو أن يكون قرار المدرج الهلالي مغايراً هذه المرة.