عبدالكريم الحمد
يعيش الوسط الرياضي السعودي والمهتمون بكرة القدم على وجه الخصوص حالة من الترقب لم تخل من التنبؤات والتوقعات حول مدى استمرار دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين من عدمه، في ظروف تملؤها الضبابية، تخللها موجة من الاجتماعات سواءً على صعيد الاتحاد السعودي لكرة القدم أو رابطة دوري المحترفين، إلا أن تلك الاجتماعات لم يُحسم فيها القرار حتى الآن، مما أسهم في زيادة حجم التساؤلات والتكهنات في الشارع الرياضي جماهيرياً وإعلامياً، بل امتد التساؤل لمسؤولي الأندية كتساؤل المشرف العام على كرة القدم بنادي النصر عبدالرحمن الحلافي.
وعلى الرغم من أن «الفيفا» أبلغ الاتحادات أنه لا نية أبداً لإلغاء المسابقات واللجوء إلى تأجيلها لحين استقرار الأوضاع عبر وثيقة سرية أرسلها للاتحادات القارية، إلا أننا شاهدنا عشوائية عالمية عبر قرارات فردية، منها قرارات باستكمال الدوري والبعض الآخر قرر الإلغاء مما أفقد الاتحاد الدولي والاتحادات القارية هيبتها في توحيد القرار الكروي بسبب موجة الخسائر التي وصلت للإفلاس لبعض الأندية العالمية وتقلّص موارد الاتحادات الوطنية مما ساهم بشكل مباشر في الانفرادية في اتخاذ القرار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مادياً.
أما على صعيدنا الداخلي فالجميع مؤمن وبلا شك أن القرار في الأول والأخير يعود لجهات عُليا معنية بمواجهة أزمة تفشي (كورونا) مهما عُقدت من اجتماعات سواءً في اتحاد القدم أو في الرابطة، كون القرارات في تلك الاجتماعات ليست إلا «توصيات» يتم الرفع بها للجهات المعنية لدراستها ومدى مناسبتها وتكيّفها مع الأوضاع الحالية من إجراءات احترازية.
لكن الغرابة في موضوع حسم الدوري تكمن في تردد الاتحاد السعودي لكرة القدم فيما أعلنه سابقاً باستكمال الدوري في 20 أغسطس لحسم الجدل تنفيذاً لمطالب الاتحاد الآسيوي باتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن قبل 15 يونيو أي خلال أسبوعين من الآن، حيث طالعنا أنباء وتحركات أشبه بالتكتلات من خلال أندية الرابطة لإجبار اتحاد القدم بإلغاء الدوري وشطب النتائج مما جعل مجلس إدارة (ياسر المسحل) يعيد النظر ويبدأ الدراسة الفعلية لجدولة ووضع أجندة الموسم الجديد، كاستجابة سريعة وجريئة لأصحاب تلك المطالب القاضية بشطب النتائج بذريعة أن الوقت لن يسعفهم للاستعداد لموعد يفصلنا عنه ما يقارب 3 أشهر!
رأيي الشخصي يتمثَّل في أن يمنع الاتحاد السعودي لكرة القدم تصويت الأندية حول أي قرار يتخذه في حسم مسألة استمرارية الدوري من عدمه، وأن يغلّب المصلحة العامة التي تتناسب مع توجهات الاتحاد الدولي والقاري بعد أخذ الضوء الأخضر من الجهات العليا طبعاً، حيث إن نسبة 90 % من الأندية ستغلب مصلحتها صوب إلغاء الدوري وشطب النتائج، وسيضيع جهد وتعب الأندية المتميزة في هذا الموسم كون نسبتها قليلة وسيضيع عملها في حال التكتل والتصويت.
قبل الختام
القرار عبارة عن اختيار بين مجموعة بدائل مطروحة لحل مشكلة ما أو أزمة، حساب الفرص والمخاطر أهم ركائزه، والعاطفة -حتماً - تدمره.