لا شك أن من يتتبع مسيرة النهضة الرياضية وما تحقق من إنجازات رياضية في بلدنا فإنه سيشعر بالفخر والاعتزاز سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي. فما أولته الدولة -وفقها الله- من اهتمام كبير لهذا القطاع الحيوي المهم، من بناء للمنشآت الرياضية واستقطاب للخبرات الفنية من بلدان العالم، سعياً لتأسيس أجيال نفتخر بها فقد أصبح لدينا في هذا المجال الرياضي الخبراء سواء ًمن اللاعبين أو المدربين أو الحكام الدوليين في جميع الألعاب الرياضية المختلفة. وفي هذا السياق وللأمانة وإحقاقاً للحق التي قد يغفل عنها الكثير في الوقت الحاضر وبناء على ما سبق فإنني أحببت أن أستعرض بعض مناقب من سيرة الأب والمدرب والموجه والمربي الذي كان له إسهام كبير في تأسيس رياضة الجمباز في بلدنا العزيز (المملكة العربية السعودية) أنه البطل المدرب (أحمد حسين غنيم) منذ صيف عام 1393هـ - 1394هـ فمع بداية الحركة الرياضية الشاملة للألعاب المختلفة تحت رعاية وزارة العمل والشئون الاجتماعية(آنذاك) فقد تم إنشاء مراكز التدريب في إستاد الملز (إستاد الأمير فيصل) حالياً جمباز - سلة - ملاكمة - ألعاب قوى - كرة قدم وكنت أنا ممن التحق بلعبة الجمباز في ذلك الوقت، حيث بدأنا التدريب في الحديقة الأمامية للمنصة بدون أجهزة أو أدوات لفترة غير طويلة ثم انتقلنا إلى قاعة تحت المدرجات بها بعض الأجهزة التي لم نعرف ما هي ولم نرها من قبل! حيث بدأنا التدريب من (الصفر) فلم نكن نعرف ما هو الجمباز وما هي الأجهزة أو مسمياتها أو حتى طبيعة الأداء عليها.. ولم يكن أمامنا إلا المدرب صاحب الجسم الضخم المليء بالعضلات سمح الوجه.. يستعرض لنا بعض المهارات لكي يسهل علينا فهمها كي نستطيع أداءها وتعامل معنا يكل رفق وطولة بال. ثم انتقلنا إلى قاعة أخرى وزادت الأجهزة وزاد اندهاشنا وكان عدد اللاعبين قليلا ثم زاد العدد إلى ما يقارب 30 لاعباً لا أعلم كيف كان يدير ويتحكم في ذلك العدد الكبير بكل احترافية واقتدار!!! بدأت المهارات تظهر على أداء اللاعبين وبدأ معه التسرب يلاحظ فلم يجد بداً من متابعة اللاعبين متابعة لصيقة، حيث بدأ التواصل مع أولياء الأمور وحثهم على تشجيع أبنائهم على المواصلة في التدريب لما لهذه الرياضة من مزايا بدنية وصحية واجتماعية ... إلخ ولم يكتف بذلك...بل كان يستخدم سيارته الخاصة لإيصال اللاعبين لمنازلهم. ولم يقف عند هذا الحد. بل كان يقوم أيضاً بزيارات لمدارساللاعبين وعمل عروض للجمباز. إضافة إلى تقديم عروض بين الشوطين في منافسات كرة القدم وكذلك في الأندية الرياضية مثل نادي الهلال والشباب وبعض الكليات العسكرية... كل ذلك كان له أثر كبير إيجابي كبير على اللاعبين، ولاسيما الشهرة والاعتزاز بالنفس للانتماء لرياضة الجمباز. ناهيك عن نشر اللعبة في المجتمع. لقد شكل هذا المدرب نواةً لمنتخب الجمباز ينافس به في بطولات ودورات ومهرجانات دول متقدمة في رياضة الجمباز. وبذل ولم يأل جهداً في مساعدة معظم اللاعبين سواءً معنوياً أو دراسياً وسعى واجتهد وبذل قصارى جهده حتى حصل على الموافقة لتخصيص صالة الألعاب بالملز لتكون خاصة لرياضة الجمباز. أخيراً أتساءل وكلي أمل... ماذا قدمنا لهذه الشخصية النبيلة التي ساهمت في نشر وتأسيس رياضة الجمباز في بلدنا. وهل بالإمكان تثمين جهوده كرد للجميل وتوثيق جهده الجبار.
** **
خالد عبدالله البوصي - لاعب دولي سابق في لعبة الجمباز