كان تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن شركاء حقيقيين في النظام السابق (نظام علي عبدالله صالح)، لذلك هم جزء لا يتجزأ من النظام، لكنهم ركبوا موجة المظاهرات فيما سمي بالربيع العربي وأعادوا إنتاج أنفسهم من جديد، نصبوا خيام المتظاهرين واستغلوا الأوضاع الاقتصادية لأغلبية أفراد الشعب بإعطائهم مبالغ مادية مقابل وجودهم في الميدان، في ذلك الوقت كان الحوثيون في صعدة فقط وفي أماكن محدودة، وعند تأييد الإخوان المسلمين في اليمن للمظاهرات فتحوا قنوات الاتصال مع الحوثيين وتم مساعدتهم للسيطرة على صعدة وتم سحب أحد الألوية العسكرية من هناك، كانت حركة تواطؤ للضغط على الرئيس صالح..
حصلت اشتباكات عنيفة في الحصبة بين الموالين لصالح (الحرس الجمهوري)، وفرقة المدرع الأولى الموالية للإخوان المسلمين، وكان اليمن على وشك الوقوع في حروب أهلية، تدخلت السعودية ودول الخليج كعادتها لإطفاء الفتنة بالمبادرة الخليجية، وتم قبولها أخيرًا مع إعطاء الرئيس حصانة والمسؤولين في نظامه، واستمر التنسيق جاريًا بين الحوثيين والإخوان لإسقاط صالح سياسيًا..
تم تكوين الحكومه وظن الإخوان أنهم سيطروا على مقاليد الحكم وتم تنفيذ أجندات تركيا، ظهر صالح من السلطة وفعل ما فعله به خصومه (الإخوان) وتحالف مع الحوثيين وسقطت محافظة عمران تحت سيطرتهم، استغل الحوثي الخلاف بين حزب المؤتمر الشعبي العام (نظام صالح) وبين حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) وأصبح بندقًا للإيجار يتحالف مع كل طرف ضد الآخر..
بعد تدخل التحالف وطرد الحوثيين من عدن ومن المحافظات الجنوبية نشب الخلاف بين صالح والحوثيين مما أدى إلى تصفيته، انشق أغلب أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام عن الحوثيين، كانت الخلافات بين حزب المؤتمر وحزب الإصلاح أحد الأسباب المباشرة في وجود الحوثي في السلطة رغم قلة عدد الحوثيين وليس لهم أي حاضنة شعبية في اليمن..
بات واضحًا التناغم في المواقف بين الحوثيين والإخوان المسلمين في اليمن وهو تنفيذ لأجندات إيران وتركيا على حد سواء..
ومع الأوضاع الاقتصادية والصحية السيئة في صنعاء ما زالت الميليشيات الحوثية تتكتم على أعداد المصابين بكورونا وهذا ينذر بكارثة صحية أشارت إليها منظمة الصحة العالمية..
تورط الحوثيون في اعتقال خالد الرويشان أحد الكتاب والأدباء والمثقفين على مستوى الوطن العربي، تعاطف الشعب اليمني معه فأطلقوا سراحه مباشرة، قلمه ومواقفه منذ دخولهم لصنعاء كانت ضدهم وأسقطهم أمام الجميع..
تكاتف الشعب اليمني والأحزاب اليمنية كفيل بإسقاط الحوثيين شعبيًا وسياسيًا ويجب على الأشقاء اليمنيين الترفع عن صغائر الأمور والاختلافات التي أضاعت اليمن ومؤسساته تحت سيطرة جماعة لا تعترف بالقوانين والأنظمة والأعراف الدولية التي تضمن حقوق الشعب وحق الجوار للدول الأخرى..