د. محمد عبدالله الخازم
مرت عدة أشهر على بدء جائحة كورونا وقادت فجائيتها إلى اتخاذ إجراءات صارمة في كثير من الدول في مجالات عديدة منها التعليم الجامعي، مجال الكتابة هنا، حيث فرض التوجه نحو التعليم عن بعد وإقفال القاعات والمكاتب في وقت سريع ودون كثير من الاستعدادات والتجهيزات. عبرنا الفصل الدراسي ووقت الحجر في المنازل، والآن نحن نتوجه نحو فتح الأعمال وإتاحة توجه الناس إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم والصناع إلى مصانعهم. والجامعات محظوظة بأن لديها فرصة للتجهيز لما بعد الجائحة حيث أن أمامها فصل الصيف شهران أو ثلاثة أشهر، للتخطيط والتجهيز. البعض سيرى الشهرين قليلة فنقول له، هذا ليس في عصر كورونا، حيث اليوم له قيمة في اتخاذ القرارات. السؤال الذي يحتاج إجابة من الجامعات السعودية هو كيف ستكون الدراسة بعد العودة في فصل الخريف (أغسطس/ سبتمبر)؟
هناك ثلاثة سيناريوهات للعودة:-
الأول: ستعود الدراسة كما كانت قبل حدوث جائحة كورونا. بمعنى أنها لن تكون عن بعد وستتتم في القاعات الدراسية، سواء انتهت تجربة كورونا أو مع الاحتياطات اللازمة. نحن في عصر اللا مؤكد في وضع جائحة كورونا ومدى استمرارها والقضاء عليها كلياً أو جزئياً، لكن يحتاج الأمر قرار. مثال: حتى تاريخ 20 مايو هناك 67% من الجامعات الأمريكية أعلنت هذا الخيار.
الثاني: الاستمرار في الدراسة عن بعد. مثال: فقط 6% من الجامعات الأمريكية أعلنت بأن هذا خيارها.
الثالث: هو الاستعداد بشكل يجمع الاثنين، بحيث نحدد ما يدرس عن بعد وما يدرس حضورياً وعلى ضوء ذلك نبدأ باتخاذ التدابير اللازمة لذلك. حيث التخصصات الطبية وذات الطبيعة المعملية والتطبيقية كالهندسة أو العلوم أو غيرها، يصعب تدريسها أونلاين. في المواد التي ستدرس حضورياً هناك حاجة للنظر في كيفية تجهيز المعامل وأماكن التدريس والتدريب مع المحافظة على الاشتراطات الصحية من تباعد اجتماعي وتعقيم ولبس محدد...إلخ. مثال: 6% من الجامعات الأمريكية قررت هذا الخيار.
بما أننا أشرنا كمثال الجامعات الأمريكية، هناك 21% منها لازالت تدرس مختلف الخيارات أو لم تتخذ قرارها النهائي. هناك جوانب أخرى في الاستعداد سأطرقها في المقال القادم، لكن بما أن التعليم هو الركيزة الأساسية للجامعات السعودية فإن الجامعات يجب أن تعلن بأسرع ما يمكن خططها في هذا المجال، فالأمر يهم أعضاء هيئة التدريس ويهم الطلاب وأولياء الأمور وغيرهم. الأمر يتطلب رؤية من قيادات الجامعة، كما يحتاج جهدا وتفصيلا على مستوى كل قسم ووحدة أكاديمية بتحديد المواد التي ستقرر عن بعد والتي ستقرر حضورياً والقيام بالتجهيزات اللازمة لذلك، فكيف سيحدث والجميع بدأ إجازته السنوية؟ في التجربة الأولى للتعليم عن بعد، هناك أساتذة قدموا المحتوى كيفما اتفق وبدون تجهيز كاف لأنهم لم يمنحوا فرصة التجهيز والتدريب والدعم، فهل سننتظر حتى بدء الدراسة فنعود للتجريب العشوائي، في حال اضطررنا لخيار التعليم عن بعد؟
مدراء الجامعات ومسؤولوها نحتاج منكم لقاءات مع أعضاء هيئة التدريس ومع القطاعات ذات العلاقة بجامعتكم بل ومع المجتمع؛ طلاباً وأولياء أمور، لنفهم توجهات جامعاتكم وما اتخذتم من احتياطات.
يتبع ..