فهد المطيويع
الجو العام في الوسط الرياضي لا يخرج عن دائرة الهلال والنصر، والبقية لا وجود لهم -للأسف- في لعبة الإعلام رغم تاريخهم وإنجازاتهم. وسيتسمر الوضع على ما هو عليه ما دام الهلال هو سيد المشهد الإعلامي وسيد الملعب، وهو الصورة والبرواز. هكذا يقول الإعلام وأهله، وهذا ما يريده أصحاب مشروع تكريس التنافس الهلالي - النصراوي رغم الفوارق الواضحة في عدد البطولات. الجميل في الموضوع أن الجماهير الهلالية لا يعنيها أجندات ولا سيناريوهات، ولا تتحدث كثيرًا إلا في شؤون الهلال. أما في الأفراح فهم قصة أخرى؛ فقد شاهدنا اكتساحهم المذهل لجميع منصات التواصل بعد الفوز بالسابعة الآسوية، وسوف نراهم قريبًا في اكتساح آخر عندما يحتفلون بالبطولة رقم (60)، وهكذا دواليك يكتسحون ويفرحون، وبعدها يتركون الساحة لغيرهم؛ ليستمتعوا بالمشهد غير مكترثين بالضجيج وأهله لإيمانهم بأن (الأفعال أبلغ من الأقوال)، حتى في قمة الفرح تجدهم يتحدثون عن البطولات القادمة، ويتساءلون بلهفة: كيف ومتى وأين!! المشكلة الأزلية لهذا الجمهور أنه صاحب ذاكرة ضعيفة، لا يتذكر ما فات، وينتظر ما هو آت! هكذا هم تعودوا على الفرح والانتصارات؛ فلا عجب أن تكون معاييرهم عالية، وطموحهم يعانق عنان السماء. وبعد الآسيوية السابعة أيقن الجميع أن صمت محبي الهلال ما هو إلا الهدوء الذي سبق عاصفة هبّت ذات نهار، واقتلعت (الصعبة القوية)، وقذفتها في المدرج الآخر من باب (لعل وعسى) أن يتحقق ذلك الحلم الذي يمشي ويعرج.
على أية حال، صعود منصات الإعلام أسهل بكثير من صعود منصات الملاعب، مع أنه بالإمكان أفضل مما كان لو غيّروا اتجاه البوصلة بعيدًا عن الهلال.
وقفة
انتفض بعض المحسوبين على الإعلام الأهلي بعد أن سمعوا أن الهلال يفاوض النجم عبدالفتاح عسيري. ولا أعلم إذا كانت هذه الانتفاضة نابعة من خوف وحرص على مصالح النادي الأهلي أم بإيعاز من أحد؛ لأننا لم نعهد مثل هذا التفاعل ولا ردة الفعل من الإعلام الأهلاوي الذي أهمل مؤخرًا الكثير من القضايا ومشاكل الفريق الفنية والإدارية، وانشغل في أمور أخرى، لا علاقة لها بتاريخ أو جغرافيا الأهلي. على أية حال، الإدارة الهلالية أكثر رقيًّا ووعيًا من أن تخالف القوانين واللوائح؛ لأنها تعرف عواقب الأمور؛ لهذا فهي لن ترتكب مثل هذه الحماقة، وتقع تحت طائلة القانون. عمومًا، الحمد لله على السلامة يا إعلام الراقي، (وحشتونا)!