عرفت الشيخ عبدالله الصالح العثيم رجلا عصاميا من أيام طفولته حتى يومنا هذا وهو يجاهد ويكافح في هذه الحياة منذ ترك المدرسة في سن مبكرة بسبب معلم تنقصه الأساليب التربوية والتعامل الصحيح مع طلابه والذي يكن له الشيخ عبدالله كل الاحترام والتقدير كلما جاء له ذكر، لأنه كما يقول: هو السبب في تركي المدرسة، وتوجهي للتجارة، التي وفقني الله بها فلله الحمد والشكر، وللمعلم العفو والاحترام، وعليه ينطبق قول الشاعر:
إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً
فإِنكَ في إِعطائكَ الخلق أفضلُ
والشيخ عرف عنه السخاء والكرم فأبواب قصره مفتوحة للمقيم وعابر السبيل وللغني والفقير ومن الذين نحسبهم والله حسيبه (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا).
والشيخ أعطاه الله الرأي والمال فأعطى الوطن والمواطن، فهو سباق في العطاء ومواقفه في أعمال الخير تذكرنا بموقف أبي الدحداح، مع زوجته فعندما عاد إليها من مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام قال لها: لقد بعت البستان والقصر والبئر ! فتهللت الزوجة، فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وشطارته فيها، وسألته عن الثمن، فقال لها: لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام.
فردت المرأة متهللة وقالت: ربح البيع أبا الدحداح، ربح البيع.
واليوم وبعد أكثر من ألف وأربعمائة عام يمر هذا الموقف على الشيخ عبدالله الصالح العثيم وفي أزمة كورونا المستجد (19) ليقف مع الحكومة والمواطن والمقيم، فقد ذكر ابن عمه الشيخ عثمان العثيم بتبرع الشيخ عبدالله الصالح العثيم أبوفهد السخي بـ(أكثر من تسعة ملايين ريال) لتأمين معدات صحية لمستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة، وهذا ليس بمستغرب على أبي فهد الذي ولد وتربى وعاش في بيئة عربية إسلامية، ومن أسرة عريقة ذات حسب ونسب، عرف عنها القرب إلى الله والوفاء لحكام هذه البلاد وأهلها، إنهم أهل جود وكرم، وصدق ووفاء، وفي مقدمتهم الوجيه أبا فهد عبدالله الصالح العثيم نعم إنهم من الذين (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
وهم أهل علم وتجارة، إنهم يعطون المال بسخاء، كما يعلمون الناس العلم بالمجان، وعليهم ينطبق قول الشاعر:
إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً
فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ
ولو عاصرهم المتنبي لقال فيهم قولا أبلغ من هذا البيت:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
ختاما أشكر أسرة العثيم في منطقة القصيم وخارجها كبيرهم وصغيرهم والتي أنجبت الرجل الوفي لأهله وحكومته ووطنه الشيخ عبدالله الصالح العثيم الرجل العصامي الذي شق طريقه في الحياة وأضاف إلى مجد أهله مجدا. وكأن لسان حاله يقول:
لهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِي غِنًى
وَإِنْ قَلَّ مَالِي لَمْ أُكَلِّفْهُمُ رِفْدَا
وأقول: يا أبا فهد بارك الله فيك وفي مالك وأعمالك، وزادك الله بسطة في العلم والمال، وأطال الله في عمرك على عمل صالح، وأصلح لك النية والذرية ومتعك الله بالصحة والعافية، وبارك الله لك في أولادك وأملاكك.
فنِعمَ المالُ الصَّالحُ للرَّجل الصالح .
بريدة