حينما تشتد الأزمات تأتي الحقيقة بأجمل الصور وأبهاها؛ لتترجم النبض الحقيقي لمنزلة الإنسان وقيمته الباحث عن حضن دافئ وسريرة طيبة وقائد منصف عادل ومسؤول ملتزم بأداء واجبه على أكمل وجه، وهو الأمر الذي تخطِّط له القيادة الحكيمة الملهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومتابعة سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -رعاهما الله-.
ففي وطننا المملكة العربية السعودية، موطن الإنسانية والوفاء، تجد فيه المنظمات والهيئات على مستوى العالم أنموذجاً مثالياً في أسلوب التعامل مع العمالة الوافدة وضمان سلامتهم وحقوقهم، ليس هذا فحسب في أوقات الأزمات، وإنما بشكل دائم، فهو منهج راسخ ينبثق من إيمان قيادة هذا الوطن وشعبها بالكامل، بأن العمالة الوافدة هم تركيبة أساسية من تركيبة المجتمع، وشريحة مهمة من أهم الشرائح في دورة البناء والنهضة والتقدم.
فالعامل في القطاع العام والخاص يتنفّس الحب والاحترام والود من قيادة هذا الوطن ووزرائه وأمراء مناطقه أيا كانت جغرافيتهم، والعالم يعيش أصعب أيام التاريخ في ظل الوعكة الصحية في أقصى الشرق والغرب، وأسلوب القرارات لا تهدأ عن عزف أنغام الإنسانية والفرح للعمالة بجميع جنسياتهم في هذا الوطن بواقعها خبراً وصورة.
فعاهل الوطن - أيّده الله - صاحب القلب الرحيم، الذي نشأ وتربَّى على صفات المؤسِّس الباني -طيَّب الله ثراه- وطبيعة الصحراء النبيلة، لا يهدأ عن منح العلاج مجاناً، وأمره الكريم بإطلاق مبادرة عودة التي تُمكن وبشكل استثنائي من يرغب من المقيمين السفر جواً إلى بلدانهم، وبذل الرعاية الاستثنائية لهم في هذه الأزمة منطلقاً من مهامه الإنسانية والقيادية، كقائد كبير لهذا الوطن العظيم.
لغة وأسلوب القائد بتفاصيل مكنوناتها الإنسانية انصهرت لتكون هي الإلهام الأول والأكبر لجميع الوزراء وأمراء المناطق؛ فلا غرابة أبداً أن تقرأ عناوين صحفية مثل (الإعفاء من المقابل المالي على الوافدين المنتهية إقامتهم من تاريخه وحتى 30 يونيو 2020) و(أمير تبوك يتكفّل بدفع غرامات ومخالفات سائقي شاحنات أتراك وتفطيرهم قبل مغادرتهم لبلادهم) و(أمير عسير يزور عمال النظافة ويهنئهم بعيد الفطر) و(استمرار المسح النشط لوافدين في منطقة الجوف للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد) و(وزير المالية: تمديد فترة إقامة الوافدين المنتهية إقامتهم 3 أشهر دون مقابل) و(وزير الشؤون البلدية والقروية يعتمد الشروط الصحية لمساكن العمال) و(مواصلة نقل العمالة الوافدة لمقر سكنهم الجديد في عدد من الفنادق بشكل مؤقت لحين تأهيل أماكن لهم تتوفر بها الاشتراطات الصحية بإشراف أمير منطقة المدينة المنورة) و(صحة الجوف ترسل 4000 رسالة توعوية بـ4 لغات لتوعية العمالة بفيروس كورونا) و(توحيد مبادرة تمكين الوافدين من العودة إلى بلدانهم عبر مبادرة عودة بمنصة أبشر). علاوة على ذلك حصولهم على التوعية المثالية والمناسبة حول هذه الجائحة حماية وتحصيناً لهم.
تلك الإشارات الإنسانية المتفرِّقة حدوداً جغرافية والمتباعدة حدوداً زمنية لا تهدأ، مستشعرة إنسانية الملك واهتمامه الكريم على تقدير العمالة الوافدة في هذا الوطن، الذين يعيشون على أديمه، تعزلهم عن الخوف، وتمنحهم السكينة، ودفء المكان، وتمنحهم الجسارة، لكي يتجاوزوا محيط معمعة الجائحة من دون خسائر، ولكي يصلوا إلى الضفة الأخرى، وهم محملون بإشارات التفاؤل والأنفة والثقة والثبات، العمالة الوافدة الذين يبادلون قائدنا «سلمان» الاحترام والتبجيل بملايين مثله.
أصبحت الشركات المختلفة في الوطن كذلك المثال الجميل للوعي والمسؤولية مع قيادة الوطن وسط هذه الهزة الأرضية الصحية العنيفة التي أوقدت في قلب دول العالم نيراناً وشجوناً وأحزاناً، فالحياة المتآلفة ذات التكامل بين القائد ومؤسسات وشركات وطنه تعتمد أولاً وأخيراً على الثقة والتعاون والتلاحم وقوة العزيمة والانتماء وصدق الإخلاص وهو الأمر الذي بنى منها إرادة صلبة ستكون - بمشيئة الله تعالى - هي وراء كل تفوق سعودي، وسند لتجاوز مبهر؛ بروحهم الإيجابية، والتزامهم الكبير بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، الذين هم جزء مهم ولا يُستهان به في تجاوز تحدي « كورونا».
هذا هو ملكنا الذي نعتزّ ونفاخر به عند الأمم، وهؤلاء هم أمراؤنا الذين تعلَّموا وطبّقوا إنسانية مليكهم سلمان بن عبدالعزيز، وهذا هو أسلوب وطننا الواعي والمسؤول، بديانته الإسلامية، وأرضه السعودية، وحاكمه سلمان، والعمالة الوافدة التي نتظر دوماً الحقائب الملأى بالبشارات المهداة لهم وكل من تعثر منهم في طريقه للحياة.
إنها إشارة واضحة وذات شفافية عالية، لكل من يتأمل تفاصيل النموذج السعودي، في رعاية العمالة من مختلف الجنسيات.. التي يسجّلها التاريخ بمداد من نور.
دونكم الصورة.. هاكم الواقع.. إليكم المشهد.. ملك إنساني.. أمراء ووزارات إنسانية.. حياة ممتلئة بالفرح لا تقبل أنصاف الحلول.. مكتنزة بحب الآخر، عافية للجسد مستديمة ولله الحمد.. لن تأثِّروا على الصورة أبداً.. الصور النموذجية تظل نموذجية.
شكراً سلمان بن عبدالعزيز، فهذا هو أحد دروسك للأجيال، وهذا هو أحد أساليب تلقينك لمن يبتغي أن يتعلَّم كيف يصبح العالم من غير أنانية وذاتية؟!