فهد بن جليد
هناك فرق بين الرغبة والشعور العاطفي بأهمية العودة إلى ما كنا نعمل ونقوم به من عادات ومهام وتقاليد (سابقة) بكل تفاصيلها الصحيحة أو الخاطئة قبل (كورونا) -فقط حتى نشعر نفسياً- بأنَّنا بالفعل نعود لحياتنا الطبيعية، وما يجب أن نقوم به من أعمال وعادات مُكتسبة وجديدة -بعد تعافينا التدريجي- وتخفيف الإجراءات والاحتياطات الصحية، من المُهم -برأيي- الانتباه لهذه النقطة ومُراعاتها ونحن نعمل على العودة التدريجية لحياتنا الطبيعية في (أيامها الأولى) لتحديد ماهية هذه الحياة، شكلها، عاداتها، علاقاتها، مهامها، وأعمالها اليومية، قد تبدو تساؤلات غريبة، ولكنَّها ضرورية وهامة، كخطوة تصحيحية يجب أن يطرحها كل شخص مِنَّا، للتأكد من تعلم الدرس واستخلاص العبرة جيداً من تجربة (كورونا).
نصيحتي لا تستسلم للعاطفة والمشاعر، ثم تجد نفسك تقوم بذات الأعمال التي كنت تقوم بها قبل (كورونا)، لا تُلزم نفسك بذات الأماكن والأشخاص والعادات إذا لم تكن مجبوراً بعقد عمل أو قرابة وصداقة حقيقية أو التزام أخلاقي، امنح نفسك فرصة للتجديد والبحث والتغيير الإيجابي نحو الأفضل، لا تكن مثل من يأكل مشاعره دون أن يعلم وبتناول الطعام الذي أمامه (للتنفيس، والتعوُّد) عندما يكون سعيداً أو حزيناً، الفرق أنَّه يجب أن تقوم باختيار الطعام الجيد الذي تحتاج إليه بالفعل والذي يعود عليك بالنفع، فزيادة الطعام العشوائي أو نقصه قد يؤدي بك للسُمنة أو سوء التغذية، والخيار يبقى بيدك.
نحن غير مُطالبين بإكمال حياتنا من النقطة التي توقفنا عندها قبل تسبُّب (جائحة كورونا) بشلل وتوقف عجلة الحياة الطبيعية، سياسياً واقتصادياً وصحياً واجتماعياً العالم بحل ومُتفق بأنَّ الحياة لن تعود على ما كانت عليه قبل (كورونا)، أنت جزء من هذا العالم، بل أهم ما في هذا العالم، هي الفرصة الحقيقية لتصحيح العلاقات وإعادة ترتيب الأولويات لحياتنا الطبيعية التي نحتاجها ونريد العودة إليها بالفعل دون زوائد أو أخطاء، (كورونا) منحت الجميع فرصة التجديد والتصحيح، قم أنت بالخطوة، قبل أن تكتشف أنَّ غيرك قد قام بها نيابة عنك.
وعلى دروب الخير نلتقي.