د. صالح بكر الطيار
عادت الحياة تدريجياً في وطني الحبيب السعودية بعد رفع الحظر بالتدريج وأتابع ذلك وأنا في فرنسا التي خففت وغيرها من الدول الإجراءات على خلفية تداعيات أزمة كورونا..
ووجهت الدولة عبر قطاعاتها وقنواتها الجميع بأهمية اتخاذ التدابير الوقائية وضرورة الحرص على اتباع وسائل الوقاية وإجراءات التباعد الاجتماعي واتباع التعليمات الصحية والاجتماعية المهمة حرصاً على سلامة الجميع وتطبيق أعلى درجات الاحتراز في بيئات العمل وفي قطاعات الاقتصاد وفي كل مكان.
وهنا جاء دور المواطن والمقيم لاتباع ما تم إطلاقه من توجيهات ومحاذير بشأن هذا الفيروس الذي أثقل كاهل العالم وشل الاقتصاد ووزع سلبياته في كل الاتجاهات وراح ضحية الآلاف وأصيب به الملايين ولا تزال الأعداد في تزايد يومي في كل أرجاء العالم.
من المهم جداً أن تستمر الحياة ومن الأهم أن يعي البشر أنهم مطالبون بمسؤولية مضاعفة أكبر من الأولى في سبيل إعانة الدولة في تطبيق كل الإجراءات وأن يكون الجميع على مستوى الحدث والأمنيات التي وضعت فيهم ولا بد أن يكون هنالك توعية مستمرة داخل الأسر وفي محيط المجتمع في المنزل وفي الشارع وفي المسجد وفي الأعمال وفي كل مكان، فالكل مسؤول مسؤولية تامة ولا بد أن يكون أهلاً لها وأن يتعاونوا جميعاً في مواجهة هذا المرض وفي القضاء عليه بالفكر الصحي السليم وبالثقافة الصحية المميزة التي تقي الإنسان شرور الإصابة بهذا المرض.
درس كورونا من أصعب الدروس في تاريخ البشرية ومن أكبر الجوائح التي تسببت في خسائر كبرى في كل المجالات ولا يزال العالم يدفع الثمن وعلينا أن نستفيد من هذا الدرس جيداً وأن نعي تماماً أهمية الوقاية وضرورة العناية والاهتمام بالصحة لأنها المجال الأهم في الحياة وعلى الناس أن يتعلّموا أن مثل هذه البلاءات تجعلهم في مستوى المواجهة وعليهم أن يكونوا جادين ومتحفزين لتوظيف كل التعليمات وأن يكونوا يداً واحدة في ردع الشر وفي وقاية الأنفس وصولاً إلى الفائدة المرجوة من هذا الدرس وأن يعلموا أن الحياة قد عادت ولكن المسؤولية تضاعفت وستبين الأيام القادمة مستويات هذه المسؤولية ومدى النجاح الشعبي فيها.