إبراهيم بن سعد الماجد
استثار انتشار فايروس كورونا أعمال التطوع في مختلف دول العالم إذ إن مواجهته تطلبت استدعاء كل قادر على مساعدة الجهات الصحية والتوعوية، بعد أن فاقت الجائحة إمكانات المؤسسات والمرافق الصحية حول العالم، إذ إن سرعة انتشار فيروس كورونا لم تتناسب مع مقدرات بعض الحكومات في رعاية المصابين في العديد من الدول. ولذلك وجهت دول عديدة النداء للمواطنين بالتطوع للمساعدة بتلبية احتياجات المصابين.
وفي الصين مركز الفايروس تجاوز عدد المتقدمين للتطوع 10 آلاف متطوع في غضون 10 ساعات فقط من إصدار مقر مدينة ووهان لمكافحة كوفيد-19 والسيطرة عليه في صباح يوم 23 فبراير 2020م إشعارا لتجنيد دفعة جديدة للمتطوعين الذين سيعملون على تزويد السكان بشكل أساسي بالأغذية والأدوية التي يتم شراؤها إلى غير ذلك من الخدمات. وبالفعل تواجد قبل ذلك النداء أكثر من 50 ألف متطوع للعمل في المجمعات السكنية والقرى وكامل أحياء المدينة.
وفي السعودية، أعلنت وزارة الصحة، تأهيل 78 ألف متطوع صحي في إطار استعدادات المملكة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.وأطلقت وزارة الصحة بالمملكة مبادرة «الممارس الصحي «مستعد» بهدف استقطاب المتطوعين الصحيين وتأهيلهم لمواجهة كورونا.
وبلغ عدد المسجلين في المبادرة أكثر من 78 ألف متطوع من الجنسين.
وجاءت المبادرة في ظل ما تشهده المملكة والعالم من أزمة بشأن فيروس كورونا الذي يتطلب جهداً كبيراً في مجال الاهتمام الصحي والتوعوي.
كما دشّن معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي منصة العمل التطوعي التي تسهم في تنظيم وتمكين العمل التطوعي من خلال ربط الجهات الموفرة للفرص التطوعية بالمتطوعين وتوثيق الجهود التطوعية.
وأوضح معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال التدشين أن منصة العمل التطوعي تهدف إلى دعم جهود تحقيق رؤية المملكة 2030 للوصول إلى تنمية مستدامة في جميع المجالات، كما ستسهم المنصة في تلبية متطلبات المرحلة الراهنة التي تمر بها مملكتنا الغالية، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تحتم على الجميع العمل سويًّا بشكل تكاملي لخدمة الوطن والمجتمع.
وفي المملكة المتحدة اشترك 158 ألف شخص ببرنامج التطوع، تحت سلطة منظومة الخدمات الصحية الوطنية، الذي يهدف إلى الاستعانة بعشرات الآلاف من المتطوعين للمساعدة في مكافحة انتشار وباء كورونا المستجد.
وبحسب ما أوردته شبكة «آي تي في»؛ فإن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أعلن إطلاق الحكومة خطة لتجنيد 250 ألف متطوع لدعم الخدمات الصحية الوطنية، في مواجهة الجائحة.
وقال الوزير: إن أكثر من 35 ألفًا من موظفي الخدمات الصحية الإضافيين؛ سيساعدون في مكافحة مرض «كوفيد 19» الذي يتسبب به الفيروس، بما في ذلك الممرضات والأطباء المتقاعدون وطلاب الطب في السنوات الأخيرة من الدراسة؛ ليكونوا في الصفوف الأمامية. وتُعد بريطانيا من أكثر البلدان تضررًا من جائحة كورونا في أوروبا.
وإذا نظرنا إلى الفرق التطوعية المختلفة المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، ننظر لها بكل فخر واعتزاز، حيث إن هؤلاء الشباب والفتيات عملوا في وقت عصيب، ألا وهو شهر رمضان، ومع ذلك كانوا يعملون على مدار الساعة بكل حماس وإخلاص.
وقد شاهدنا هذه الفرق تجوب المدن والمحافظات والمراكز وتوزع السلال الغذائية على مستحقيها، بل تجاوز جهدهم المؤن إلى هدايا العيد! فقد قامت هذه الفرق وعلى مدى أسبوع بتوزيع آلاف الهدايا على منازل المواطنين دون استثناء.
ويأتي القطاع الثالث من جمعيات خيرية ومؤسسات مجتمعية، ليؤدي دوراً هاماً في هذه الأزمة، من خلال سد الفجوة التي سببها توقف أعمال الكثير من محدودي الدخل، لتكون هذه الجمعيات والمؤسسات خير معين لتجاوز هذه الأزمة، وليثبت القطاع الثالث بأنه قطاع مهم ويمكن الاعتماد عليه في خطط التنمية، حيث ظهر جليلاً دقة التنظيم، وكذلك مرونته.
القطاع الثالث والفرق التطوعية أعتقد أنها ستكون حاضرة في المشهد التنموي بكل قوة في المستقبل، لما حققته من تميز شهد به الجميع.
وإلى الدرس الرابع بإذن لله.