أحمد المغلوث
عند قيام المملكة العربية السعودية بعد توحيدها روّج العديد من أعداء المملكة، الذين لا يعرفون الطبيعة السعودية جيدًا، لاحتمال فشل التوحيد. وما هي إلا أشهر قليلة حتى اتضحت الصورة جلية أمام أنظار الجميع، وخابت توقعات الكثيرين من هؤلاء الأعداء. وها هي المملكة تشتد وتقوى يومًا بعد يوم، وبمرور العقود أجبر العالم، كل العالم، على التعامل مع المملكة كحقيقة واقعة وثابتة، ودولة باتت شامخة كمنارات الحرمين الشريفين، وسامية كنخيلها، وخفاقة كرايتها. وكل عام وكل يوم تكتشف دول العالم حقيقة وواقع المملكة بعد العديد من التحديات والأحداث المختلفة التي عصفت بالمنطقة.. وكم هي كثيرة، لا مجال هنا للكتابة عنها أو حتى سردها؛ فهي موثقة بالكلمة والصورة في مختلف الصحف والمجلات وحتى الكتب منذ شعرت الدول الاستعمارية بأهمية المنطقة بعد اكتشاف النفط في الخليج. وإضافة إلى ذلك لم تخلُ كتابات قدامى المؤرخين والمستكشفين وحتى الرحالة أو التجار العابرين أراضيها من الإشارة بتقدير إلى أهميتها، وإلى ما تشتمل عليه من إرث تاريخي وحضاري، وحتى كنوز آثارية عظيمة، والأهم أنها أرض الديانات، ومنها انطلق الإسلام؛ لينشر نوره في مختلف البقاع.. كل هذا وذاك جعل من أرض المملكة أرض الحرمين الشريفين، وأرض الحضارات والتاريخ.. وهو ما جعل المملكة رمزًا في غاية الأهمية بالنسبة للطامعين. كما كانت رمزًا وهدفًا في غاية الأهمية بالنسبة للباحثين عن الثروة عبر البحث عن النفط في أراضيها. ومع بداية قصة اكتشاف النفط في المملكة حين وقع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في 29 مايو من عام 1933 اتفاقية الامتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)، وفي 8 نوفمبر من العام نفسه، تم إنشاء شركة تابعة، هي شركة كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني (كاسوك) لإدارة الامتياز. ومع نجاح هذه الاتفاقية المباركة، وتصدير أول شحنة نفط عام 1939م، كان الملك المؤسس -رحمه الله- قد دشن أول شحنة نفط تصدَّر إلى الخارج في احتفالية كبرى. وتتوالى النجاحات في إنتاج النفط في المملكة؛ لتصبح اليوم - بفضل الله، ثم ما تشتمل عليه من احتياطات نفطية مثبتة بنحو 266 مليار برميل من النفط، وذلك يمثل 15.7 في المئة من الاحتياطي العالمي - ركيزة أساسية في تصدير النفط. وكان متوسط إنتاجها اليومي نحو 12 مليون برميل منلنفط يوميًّا خلال عام 2017، وهي بذلك تأتي في المرتبة الثانية عالميًّا من حيث الاحتياطي؛ وبالتالي تصبح المملكة - ولله الحمد - ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، ويمثل النفط 75 في المئة من إجمالي صادرات المملكة عام 2017.
كل هذا وذاك من نجاحات حققها وطننا العزيز في مختلف المجالات جعلها محط أنظار الحاسدين والحاقدين ومرتزقة الدولار، خاصة وهي باتت «قلب العالم» النابض بالخير والعطاء والإنسانية، وتقف من خلال قيادتها الحكيمة في مجال الإسلام والاقتصاد في المقدمة؛ لتحمى التاريخ والحق والعدل لحملها الرسالة الإسلامية، وكون قادتها «حماة الحرمين الشريفين» جنبًا إلى جنب مع مواطنيها المخلصين. وسوف تستمر «السعودية» شامخة معطاءة إلى يوم الدين، ووطنًا مزدهرًا بالحرية والإسلام والسلام والتقدم والحضارة مهما قال الأعداء وتقوَّلوا عليها؛ لأنهم لن يستطيعوا اللحاق بقافلة الوطن التي تسير حثيثًا لتحقق رؤية الوطن الوثابة.