سهوب بغدادي
فيما يعرف علم الطاقة بالعلم الذي يعنى بالطاقة الكونية والداخلية والمستمدة من الطبيعة من الكون، ويتم استمدادها أو تفعيل الكامن منها بأفعال وأقوال وديناميكيات معينة لتعود على النفس بالسلام الداخلي والخارجي على حد سواء، في الوقت الذي تندرج فيه العديد من التطبيقات أو الفروع العلمية الطاقية يسيء الكثير من الأشخاص استخدامها إما بالانجراف في تيار التدريب لجني الأرباح الطائلة أو بالإيمان التجردي لكينونة العلم وتأثيره على حياة الفرد. ولن أطيل الحديث أو أتبحر في فروع علم الطاقة فمنها ما هو صالح ومنها ما يتنافى مع العقل العقيدة. إلا أنني وجدت من خلال المتابعة لأكثر من فرع بغرض المقارنة بينها وبين الجانب الاستشفائي الطبي وبغرض الاكتشاف، فوجدت أن أغلب المعتقدات التي تبث عبر المنصات الطاقية تعتمد على البرمجة العصبية إما عن طريق اللغة -برمجة لغوية- أو برمجة حركية أو برمجة سيكولوجية. وذلك ليس بالأمر الخارق ففي ديننا الإسلامي مواطن متعددة تنعكس على حياة الفرد والمجتمع لتحسنها وتهذبها، على سبيل المثال لا الحصر الحديث عن الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى...) إلى آخر الحديث، فمبدأ النية موجود في الهدي ولكنه غلف بعباءة الاكتشاف ووضع تحت اسم (قانون النية) وقانون الجذب تباعاً وقس على ذلك من القوانين التي لا تخرج عن كونها أسلوب أو نهج إنساني مقنن ملموس كان أم محسوس ومتعارف عليه. إنه ليس بانتقاد لعلوم الطاقة ومحبيه ولكنها دعوى للتفكر في نطاق أبعد من العلوم الوضعية بتفعيل كل ما يوصلنا إلى الله ومرضاته.