عبد الله باخشوين
** أصعب من النزول إلى ذلك (البئر) الأسطوري الذي روي عنه أن (نازله) مفقود والصاعد منه (مولود).
.. هو شرط (الاختيار) الذي فرضه (الجان) حارس (ماء السقاية) وفارض شرط الخيار بين جمال الساقيات الساكنات.. وهو شرط أخضعه لـ(الذوق) في التذوق كحال الإعجاب بين أصوات المغنين والمغنيات..
أي كحال الخيار بين حياة وحياة.. أو بين موت وموت. فإذا كانت حياة فيجب أن يزدهي بها.. ويبلغ طالب جرعة من زلال الماء ما يسقي به كل العطاشى الذين يقفون في انتظاره على فوهة البئر.. أما إذا كان موت فليس سوى أن يذهب وحيداً دون أن ينال فسحة من الزمن للحسرة أو حتى لإعادة النظر أو حتى التفكير في القول الذي أثره (الجان حارس البئر).. من أن (العين وما ترى والنفس وما تهوى).
هنا تبدأ الأشياء وتنتهي ليس فيك ولا بك ولا بما كان لكن بما سوف يكون وكأني به يكرر قول الشاعر المنتحر:
(عند بابي ينتهي كل طريق)؟!
وخارج البعد الفلسفي والأسطوري
لا يبقى من القول أثر أو تأثير.
يصبح كانتحار (الكاميكازي) الياباني يذهب مدعي الشجاعة به وتبقى اليابان لتصل إلى مقدمة ركب الحضارة التي بنتها أجيال ليس على احتجاج منتحر لكن على اجتهاد الإرادة وصلابتها وقوة حامليها.
وعندما ترى ما يحيط بك تبتهج وأنت ترى أن الإرادة شابة وحيَّة ونابضة وأن الوهن خبا.. وهمد لأنه لا يحمل إرادة المستقبل، بل وليست لديه الهمة والإرادة والقوة التي تساعده على حملها.