مسفر آل فطيح
في ظل الحجر المنزلي أصبح الاهتمام والحديث عن فيروس كورونا المستجد، ولكن هناك فيروسات أشد خطرًا على عقول أجيال المستقبل، تأتي مما يسمى بالمشاهير السلبيين الذين ليس لديهم محتوى مفيد، وتأثيرهم السلبي أصبح واضحًا، وقد يفوق -مع الأسف- تأثير المعلم والوالدين بخصوص الأطفال..
نالوا شهرتهم من التمرد على الواقع، ونزع رداء الحياء، ويحاربون العلم والدراسة، وينشرون قصصهم وفشلهم الذريع في الدراسة، وهذه أخطر قناعة يوصلونها للملايين من الأطفال الذين ما زالوا في بداية مشوارهم مع الدراسة. تحمُّل المسؤولية والانضباطية هي أحد أسس النجاح، وخصوصًا للأطفال. وعندما تجتمع الجرأة والجهل تكون النتائج كارثية، وهذا ما نراه لدى المشاهير السلبيين..
التقليد السطحي اجتاح الكثير؛ وأحد الأسباب هم بعض المشاهير الذين ينشرون مواد هابطة بدون محتوى، وقد سيطروا بسذاجتهم وتنقلاتهم بين المقاهي والمطاعم، والاهتمام بتوافه وقشور الأمور.. وهذه الأهداف ذات أولوية لهم ولمن يتابعهم، وهي في الأصل فكر تجاري بين التاجر والمشهور؛ لذلك هي أشياء ربحية، ووجد التاجر ضالته في أحد المشاهير الذي اشتُهر بأشياء تافهة، لا يوجد في ثناياها ما يخدم الفكر والمستقبل..
أصحاب الاختصاص والمعنيون بهذا الشأن أدركوا مؤخرًا تأثير المشاهير السلبيين على عجلة التعليم والتطور. من الآراء والحلول التي طُرحت، وما زالت قيد الدراسة والبحث، هي وضع معايير محددة للمشاهير للنشر والإعلان، أو تثقيف وتأهيل المشاهير تعليميًّا وسلوكيًّا؛ فلا شك أن هناك ملايين من المتابعين سوف يتأثرون بقناعات وتوجهات تلك القدوات، سواء كانت للأفضل أو الأسوأ..
في ظل الرؤية المباركة التي أطلقها سمو ولي العهد -حفظه الله- أصبحت المسؤولية تنتقل تلقائيًّا للمواطن؛ فالكل مسؤول. قناعات ووجود المشاهير الفارغين أهدرت الكثير من الوقت والصحة للكثير من صغار السن، والكل يتحمل المسؤولية بلا شك؛ لذلك النصائح التوعوية للمشاهير لم تأتِ بثمار أو نجاح يُذكر، ولكن عصا القانون الغليظة هي أحد الطرق الوقائية لكل معضلة..
نتمنى أن نرى أغلب المشاهير يحملون قناعات إيجابية، ومسابقات علمية، ترقى بالفكر الإنساني، ويكون لها الأثر الإيجابي لجعل العقول تغوص في بحور العلم والمعرفة والإبداع، والبحث عن القدرات العقلية في بناء المستقبل..
لكي نسلم من التخلف الحضاري علينا كبح جماح الأفكار والتوجهات السلبية التي يقودها بعض الفئات الفارغة التي لا تتعامل مع الواقع بالشكل المطلوب؛ فيومًا من الأيام قد تصحو تلك العقول على أزمات فكرية مع المجتمع..
من مقولات سمو ولي العهد الخالدة عراب الرؤية: «ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله».
لذلك يبقى لدينا طموح يعانق هامات السُّحب في التغيير للأفضل، وتبقى سلطة وتأثير القانون الرهان الرابح -بإذن الله-.