فهد بن جليد
في مساجدنا التي تفتح أبوابها اليوم وتستقبل المُصلين من جديد، وفي مقار أعمالنا التي تدبُّ فيها عجلة النشاط والعمل ونحن أكثر مسؤولية ووعياً، وفي أسواقنا ومولاتنا التي تعود إليها الحياة مرة أخرى، العودة بحذر شعارنا جميعاً الذي يجب أن نتواصى عليه قولاً وعملاً في المرحلة المُقبلة، فعندما أكون حذراً وتكون أنت كذلك سنخلق وننشر جواً مليئاً بالكفاءة التي تُلزم الآخرين أيضاً بعدم التهاون في اتخاذ الحيطة والحذر خوفاً على أنفسهم، فكما أنَّ فيروس (كورونا) ينتقل بالعدوى، فأعتقد أنَّ (الحذر منه) ينتقل كذلك بالعدوى مع مراحل العودة التدريجية للحياة، فالناس تُحاكي بعضها وتُقلِّد بعضها بعضا، خصوصاً أولئك المؤثِّرين من الأئمة والمؤذنين في المساجد، وأصحاب الأعمال في أسواقهم، والمديرين والمسؤولين في مكاتبهم ومقار أعمالهم، والمشاهير في منصات ومواقع التواصل، فما تقوم به شخصياً من اهتمام وحذر ورعاية وتصرّف بمسؤولية تأكد أنًّ تأثيره وصداه الإيجابي -لا محالة- على من حولك.
تجاوزنا الأخطر في المرحلة الماضية، وكنا سعداء بما تحقق نتيجة الجهود الجبارة المبذولة من الدولة والتي توّجت بالتزامنا ووعينا بالاشتراطات والاحترازات التي اتخذت، وحتى نكمل هذه المسيرة المُشرِّفة نحو نقطة مهمة ومُستقبلية للتغلّب على آثار (كورونا) فإنَّ الرهان الأكبر اليوم يقع على مدى وعينا (العملي) وقدرتنا على كيفية الإبقاء على المسافات الآمنة ونقاط التباعد الاجتماعي، مع ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية بغسل اليدين وارتداء الكمامات وأدوات الحماية الأخرى، إن كانت معركتنا السابقة مع (كورونا) على جبهة واحدة، فعلينا إدراك أنَّنا نواجه الفيروس اليوم على أكثر من جبهة وصعيد؟
معركة الحجر السابقة خاضها المجتمع في اتجاه واحد ضد خطر واحد، نقف ونصطف خلف تعليمات وزارة الصحة، أمَّا اليوم على خارطة العودة، فإنَّنا كأفراد نواجه تحدياً أكبر ومسؤولية شخصية واختباراً حقيقياً في مدة صمودنا أمام إغراءات المحيط والأقران وحتى نظراتهم وتعليقاتهم، وربما سخرية بعضهم من حذرك ومدى التزامك بالاشتراطات، الأمر الذي يتطلب قوةً وتماسكاً أكبر وتطبيقاً لشعار (نعود بحذر) حتى نتجاوز جميعاً هذا الخطر في كل تفاصيل وأجزاء حياتنا.
وعلى دروب الخير نلتقي.