د.عبدالعزيز العمر
بداية دعونا نسأل: ما العلاقة بين التعليم ومضيفة الطيران؟ ستنكشف لك طبيعة هذه العلاقة إذا ما علمت أن جوهر التعليم يتمثَّل في جودة ما يقدّمه معلمونا من تدريس، ولكن السؤال هو: هل نحن راضون عن جودة التدريس الذي يقدّمه معلمونا؟ تذكّروا أن التدريس الذي يقدّمه معلمونا يلتهم ثلاثة أرباع ميزانية تعليمنا، وإذا لم يظهر هذا التدريس بالجودة المأمولة فالخسارة بلا شك كبيرة. دعونا نعود للسؤال: ما علاقة جودة التدريس بالمضيفة الجوية؟ عندما يكون أداء المعلم التدريسي في أسوأ مستوياته فإنه يشترك مع أداء مضيفة الطيران في الخصائص التالية: فمثلا، مضيفة الطيران (تنثر) ما لديها من تعليمات تتعلَّق بالسلامة الجوية دون أن تكترث إن كان ركاب الطائرة قد استوعبوا ما تقول أم لا، كما أنه لن يبدو على تعابير وجه المضيفة ما يشير إلى تفاعلها مع الحدث الجلل، خصوصاً عندما تقدّم تعليمات مخيفة تتعلّق بانقطاع الأكسجين أو السقوط في البحر، كما أن المضيفة لن توقظ أي راكب نائم ليسمع تعليماتها، كما أن المضيفة لن توقف أي حوار جانبي بين الركاب لكي يسمعوا توجيهاتها لهم. باختصار لا نريد أداءً تدريساً يشبه أداء مضيفة الطيران. أتذكر أنني في أحد بحوث ترقيتي حاولت التعرّف على جودة ما يقدّمه معلمونا للفيزياء من تدريس، واستخدمت لهذا الغرض مقياساً عالمياً مدعوماً بحثياً (Danelson Charleston)، وفي نهاية البحث صرخ المقياس قائلاً لي: أرجوكم كفوا عن تأدية هذا المستوى من التدريس. لا تعتمدوا على ما قاله لي مقياسي البحثي، خذوه فقط كمؤشر أولي.