فوزية الشهري
مع تخفيف الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة في مواجهة فيروس كورونا وعودة الحياة الطبيعية بالتدريج لا يعني التخلي أو الإهمال لسبل الوقاية.
كلنا نعلم أن الفيروس لم يختف، وكذلك لم يتم التوصل للعلاج المناسب له وأنه واقع جديد علينا التعايش معه سواء المجتمعات أو الاقتصادات وقد يستمر لفترة قصيرة أو طويلة.
مرَّ على اكتشاف أول إصابة في المملكة أكثر من 85 يوماً، خلال هذه الأيام بذلت الحكومة ممثلةً في وزارة الصحة الجهود الجبارة للتوعية والتثقيف عن فيروس كورونا وكيفية الوقاية منه.
كما أن الحظر ومنع التجول كان كافياً لتكوين العادات السليمة ومنها الحرص على التباعد الاجتماعي وهو سلاحنا للوقاية من المرض.
والآن مع تخفيف الإجراءات نمر بمرحلة مهمة وتعتمد على وعي المواطن والمقيم لنصل كلنا لبر الأمان وعودة الحياة الطبيعية، وهي مرحلة الرهان على الوعي المجتمعي، فهل سنكسب الرهان ونكون خير داعم لما قدَّمته دولتنا -حماها الله - وما بذلت من أجلنا والتي كان شعارها (صحة المواطن أولاً).
إن كيفية تعامل الفرد مع عودة الحياة الطبيعية هي صمام الأمان للمجتمع؛ وذلك بالالتزام بالاحترازات الوقائية لتجنب الفيروس واتخاذها سلوكاً يومياً وكذلك اتباع إرشادات العودة للحياة الطبيعية والتي تم إقرارها سواء في العمل أو المساجد أو الأسواق وغيرها.
ماذا عن حياتنا الأسرية التي يجب أن نكون على قدر المسؤولية في هذه المرحلة ونكون مرشدين وموجهين وملتزمين وقدوة بالأفعال لا الأقوال.
أعجبني نظامٌ تم استخدامه من حكومة نيوزيلندا للتخفيف من آثار العزل الاجتماعي وهو نظام (الفقاعات الاجتماعية)، وهذه الفقاعة تتيح فرصة انتقاء مجموعات صغيرة للتواصل فيما بينها، اقتصرت في البداية المجموعة على أفراد العائلة ومع تخفيف الحظر أصبحت تشمل الأقارب والأصدقاء مثل هذا النظام لو تم تطبيقه بشكل فردي سيتيح لك خيار التعامل مع من يتحمّل المسؤولية والواعي لأن صحتك وصحة أسرتك ليست مجالاً للمجاملة، الفقاعة التي ستضم أبناءك اختار بعناية المضافين لها وابتعد عن حلفاء كورونا المهملين المتجاوزين غير الملتزمين بالإجراءات الوقائية.
الزبدة:
إن البسالة الحقيقية هي أن تفعل في الخفاء ما قد تفعله أمام العالم.
«لار تشفو كلاد»