د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
ذكَّرني عيد هذا السنة (1441هـ) بخطاب وجّهه إليَّ الشيخ الزاهد سعد الحصين- رحمه الله- من جدة - صباح الثلاثاء- 2/10/1435 ونصه (من سعد الحصين إلى أخي في الدين والدعوة على منهاج النبوة أبي عبدالله د.محمد الفريح نصر الله به دينه، وتقبل الله منه ومن والدينا وإخواننا وبقية الأهل صالح الأعمال، وجعل أيامهم القادمة أعياداً سعيدة بطاعة الله تعالى والدعوة إلى سبيله على بصيرة.
وعادتنا الهرب من العيد وعاداته الاجتماعية، ثم سنعود إن شاء الله إلى مكة بعد يومين أو ثلاثة -بعد الزحمة-، سلامنا ودعاؤنا للوالدين والإخوان والأهل جميعاً بدون عدد (لأن العدد خاص باللمون) في مصر، ونراكم إن شاء الله على خير حال).
انتهت أحرف الخطاب، ورحم الله يداً كتبته، وروحاً بالمحبة أرسلته، أقول ربما مع هذا الوباء لم يحتج شيخنا -رحمه الله- أن يفارق منزله في حي العوالي بمكة إلى جدة هرباً من بعض العادات الاجتماعية التي لربما أرهقته حساً ومعنى، بل لربما وافقت جملة من تلك القرارات الاحترازية هوى شيخنا -رحمه الله- وما تميل إليه نفسه، ومن لطف الشيخ -رحمه الله- في مراسلاته إليَّ أنه أراد تسليتي لَّما أحس بتأثري من تزايد مرضه الذي ألزمه جهاز الأكسجين -وهو الرجل اللَّمَّاح- فكان في خطاباته الأخيرة التي أرسلها والتي سبقت وفاته بأيام ما يسليني بها منبهاً على قرب أجله، ويجعل فيها شيئاً من الذكريات فمثلاً، كتب إلي خطاباً صباح يوم الخميس الموافق 26/2/1436هـ أي قبل وفاته بأسبوع إذ توفي -رحمه الله- الخميس الذي يليه في 3/3/1436هـ، ومما جاء فيه (أقول: ما داما لقيا الله وهما أحرص مني على حياة -يعني بذلك رجلين توفيا قبله بأشهر يسيرة وقد أثنى عليهما وأحبهما- فإليك بعض المُلَح من والدنا الأخ صالح قبل أن ألحق بهما:
كان لوالدنا الأخ إبراهيم جَدَّة يرأف بها، ويتقرب إلى الله منذ صغره بالبر بها، ومرة حمل والدنا الأخ صالح على ظهره رأفة به من الرمضاء بين بيت خالي- رحمه الله- في باب العطيفة (بين جنَّة خُبْزه وجنة الزِّرعي)، فلم يخطر ببال والدنا صالح من محفوظه غير هذا البيت يترنم به طول الطريق:
ليت العجائز في حبل معلقة
تحت الثريا وذاك الحبل ينصرم
فالشيخ سعد- رحمه الله- يحكي هذا الموقف الحاصل بين أخويه إبراهيم وصالح- رحمهما الله-، فإن الشيخ إبراهيم كان قد حمل أخاه صالحاً على ظهره، كما كان يفعل مع جدته إذا احتاجت لذلك، ولم يكن يقصد الشيخ صالح من ترنمه بذلك البيت أن ينصرف إلى أقرب العجائز إلى أخيه والتي حل محلها هذه المرة، وإن كان السياق يدل على ذلك، بل هو بيت عرض في ذهنه فرفع صوته مترنماً به.. إلى آخر ما سطره الشيخ من مواقف وملح مما ذكرها في خطاباته رحمه الله.
في عام1427هـ منَّ الله علي بالحج ويسر أمره فكنتُ في مخيم سماحة شيخنا العلامة صالح بن محمد اللحيدان متعه الله بالصحة والعافية وتقبل مني ومنه، وكان معنا شيخ وقور له مهابة، قليل الكلام، ملازم للصمت، حتى ربما بدأ المجلس وانقضى ولم يتكلم بكلمة، ومكانه في المجلس معروف، وقد كانت له المنزلة العالية عند شيخنا صالح اللحيدان، ولا غرو فهما صديقان وزميلا دراسة وعمل ومتصاحبان منذ عقود، فقد كان زميلاً للشيخ صالح في الدراسة، كما كان نائباً له لما كان رئيساً لمحكمة الرياض، ثم زميلاً في مجلس القضاء الأعلى فهيئة كبار العلماء، وقد رأيت شيخنا صالح اللحيدان وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى يخرج بالمعاملات حاملها بيده؛ ليتدارسها مع زميله وصاحبه وصديقه في مكتبه، حين كنتُ أتردد عليه لأقدم الإعفاء من منصب القضاء، وقد ولد هذا الشيخ الوقور رحمه الله سنة 1344هـ، وتدرج في التعليم، والتحق بكلية الشريعة وتخرج فيها عام 1379هـ.
وبعد تخرجه تم ترشيحه للقضاء، وكانت البداية من محكمة الدمام، ثم انتقل منها إلى محكمة الرياض، وعين مساعدًا لرئيسها سماحة الشيخ صالح اللحيدان، ثم أصبح رئيسًا للمحكمة عام 1390هـ في مرتبة رئيس محكمة تمييز، وعضوًا غير متفرغ في مجلس القضاء الأعلى، وفي عام 1407هـ عين عضوًا دائمًا في مجلس القضاء الأعلى، واستمر في خدمة المرفق القضائي تأصيلاً وتقريراً وتطويراً مع النخبة التي كانت تعمل تلك السنين، وفي عام 1413هـ رشح أن يكون عضوًا في هيئة كبار العلماء، فاستمر في عضويتها إلى عام 1430هـ، وقد كان محل ثقة العلماء وولاة الأمر، وقد اشترك في عدد من اللجان، منها: لجنة مكونة منه ومن الشيخ بكر أبوزيد- رحمهما الله- للوقوف على ميقات ذات عرق وقد فعلا ذلك في عام 1414هـ شهر ربيع الأول.
وقد كان مكافحاً صابراً جاداً حكيماً ذا رأي، تحدث عنه الشيخ الوقور سليمان المهنا رئيس المحكمة العامة بالرياض في مقال فقال: (رحم الله فقيدنا وشيخنا سماحة الشيخ محمد، رئيس المحكمة الكبرى بالرياض، عضو هيئة كبار العلماء، عضو مجلس القضاء الأعلى (سابقاً) الذي رحل عنَّا يوم الأربعاء 3/11/1438هـ أسأل الله أن يغفر له ويرحمه، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يُنزله منازل الأبرار.
عرفتُ الشيخ -رحمه الله- منذ عام 1388هـ حينما كنت ملازماً قضائياً في محكمة الرياض، وكان الشيخ وقتها مساعداً لرئيس المحكمة سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان متَّعه الله بالصحة والعافية.
تدرَّبتُ على يده سنة كاملة، أجلس في مكتبه بجانبه، أُلاحظ طريقته، وأستمع إلى توجيهاته، وأكتب ما يُمليه عليَّ من دعوى المدَّعي وإجابة المدَّعى عليه، ويكلِّفني بنظر بعض القضايا، ويُشرِف على عملي، ويوجِّهني بما يراه صوابا.
كان -رحمه الله- رجلاً مهيباً رصيناً عاقلاً بعيد النظر، وكان مع قوّته وما منحه الله من الهيبة حليماً كريما، تتجادل بين يديه الخصوم فيترك لهم المجال وحرية الكلام ما دام ذلك داخلاً ضمن حدود الشرع والنظام.
كان يجلس للخصوم جلسةً ملؤها الوقار والسكينة والجلال مرتدياً عباءته، مستعِدّاً لمجلس القضاء أحسن الاستعداد، وكان واسع الصدر أثناء سماع الدعاوى لا يتضجّر من مُلاحاة الخصوم ولا من كثرة كلامهم، وإذا أكثر أحد الخصوم كلامه أو قال كلاماً لا ينبغي، نبَّهَهُ بطريقة جميلة هادئة، وذلك بأن يُعرِّض له بالسكوت تعريضاً لا أمر فيه.
أذكر مرّةً أن أحد الخصوم أطال الكلام فقال الشيخ بصوت خافت:
يموت الفتى من عثرةٍ بلسانِهِ
وليس يموت المرء من عثرة الرجْلِ
لكن الرجُل سمع ما قاله الشيخ وفهم مراده، فقلّل الكلام وهذّبه.
وكان يقول إذا أطال أحد الخصمين الكلام أو فصَّل تفصيلاً لا داعي له: رُبَّ كلمةٍ قالت لصاحبها دعني!
منحه الله جلالةً من غير تكلُّف، وهيبةً من غير تصنُّع، مما أضفى على مجلسه الشرعي الهدوء والسكينة والوقار.
كان -رحمه الله- نزيهاً عفيفاً بعيداً كل البُعد عن مواطن الشبهات، حريصاً على إعطاء الناس حقوقهم بالسوية، الكبير والصغير، والغني والفقير، والقريب والبعيد، كلهم عنده في مجلس القضاء سواء.
أما علاقته بالناس خارج مجلس القضاء فكانت علاقة احترام وتقدير، ولم يكن يركن إلى الدنيا ولا إلى أهلها، بل إنه كان مبتوتَ الصِلَة برجال الأعمال ونحوهم ممن تتطلّع نفوس الناس إلى العلاقة بهم، يفعل ذلك صيانة لنفسه ودينه، وحفظاً لعِرْضه وكرامته.
عملتُ بجانبه عاماً كاملاً -كما أسلفتُ- ثم عُيّنتُ بعدها قاضياً فغادرتُ محكمة الرياض ثماني سنين، ثم عُدْتُ إليها وإذا بشيخنا قد صار رئيساً لها، ومن قَدَر الله لي وفضله عليَّ أن جعل مجلس القضاء الخاص بي مجاوراً لمكتبه -رحمه الله- فكان ذلك سبباً للقرب منه من جديد ومشاركته في كثير من الأعمال طيلةَ بقائه في رئاسة محكمة الرياض.
ولما تمت ترقيته إلى درجة «رئيس محكمة تمييز» اختار الانتقال للعمل في مجلس القضاء الأعلى، فَخَلَفْتُهُ في رئاسة محكمة الرياض فهيّأ الله أن أكون عضواً في مجلس القضاء بهيئته العامة فشاركتُهُ مع بقية أعضاء المجلس تسع سنين، وكان له في جلساتنا من المكانة والقوة والحضور والمهابة نصيبٌ وافر، مع تحرٍّ للعدل فيما يصدر من المجلس من القرارات الخاصة بأصحاب الفضيلة القضاة، وحرصٍ على إعطاء كل ذي حق حقه.
رحمك الله يا شيخنا أبا سليمان وأحسن إليك، وجزاك عني وعن المسلمين خير الجزاء وأفضله وأوفاه) ا.هـ.
ذلك هو الشيخ الجليل محمد بن سليمان البدر الذي نشأ يتيماً رحمه الله وغفر له، ولا أنسى تلك اللحظة بعد أن انتهيت من بعض أعمال يوم النحر ورجعت إلى المخيم وفي ممر متسع منه إذا بالشيخين صالح اللحيدان ومحمد البدر وبعض الرجال قد فرغا من وجبة الفطور فسلمت على الشيخ صالح، ورأيت الشيخ محمد رحمه الله يمشي متجهاً إلي قائلاً: أهلاً بالشيخ وسبقني بالتهنئة بالعيد ودعا الله لي بالقبول مع ابتسامة مشرقة تنسيك النصب والتعب، فقبلتُ ما بين عينيه داعياً له بالقبول والمغفرة، فرحمه الله وجمعنا به ووالدينا في الفردوس.
في يوم الاثنين الموافق 13/6/1432هـ ذهبت لزيارة الشيخ عثمان بن حمد الحقيل؛ إذ رأيته في إحدى المناسبات، فأنست برؤيته، وفرحت بحديثه، وسررت بلقائه، وسعدت بمعرفته، هدوء في مشيه، هدوء في كلامه، سمت ووقار، كرم وتواضع، ولطف وتودد، فأحببت زيارته فكانت زيارة مؤنسة، سألته عن بداية عمله مع الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم فقال: في السبعينيات من القرن الماضي، تحدث عن الكتب حديث الصداقة والمحبة والألفة، أخبرني أنه أهدى مكتبته الأولى لمكتبة الملك فهد الوطنية، قال: وقد حوت على أكثر من سبعة عشر ألف كتاب، قال: منَّ الله عليَّ فكونت مكتبة أخرى ففكرت أن تكون في مكان خارج المملكة؛ إذ الكتب في بعض الأماكن شحيحة فأشار علي بعضهم أن أجعلها في جامعة الخرطوم فكان كذلك، يقول: فتكفلت بحملها في البحر، وتغليفها، حتى توضع هناك وقد بلغ عدد مجلداتها عشرة آلاف ومائتي مجلد، ولما كنت مغرماً بالكتب كونت مكتبة ثالثة! وإني لمحتار هل أجعلها في المجمعة؟ أو في غيرها من الجامعات؟ فقد أشار عليّ بعضهم أن تكون في جامعة أبها.
لما سئل ما أحب الكتب إلى نفسك؟ فقال: أما الآن فكتاب الله.
مضى بنا الوقت حتى سمعنا أذان العشاء فقال: أريد أن تروا المكتبة، فلما دخلناها قال: خذوا ما شئتم من الكتب فما أخذتموه أحب إلي -والله- مما بقي- فقلت: لعل المكتبة تكون في وقت آخر حتى يتسنى اختيار الكتب غفر الله لكم، وكانت مرة أخرى وثالثة لكن لم أجرؤ على أخذ كتاب واحد.
حدثني أنه قابل مع الشيخ محمد الخيال وغيره كتاب كشاف القناع، وأخبر أنه كان في المطبوع تلك الفترة أغلاط، وسقط كثير، وقد تمت المقابلة في الستينيات الهجرية.
ولد رحمه الله عام 1343هـ درس ودرَّس، وتعلَّم وعلَّم، وأدار باقتدار ما تولاه من مهام، كان يوصي بالجد والاجتهاد، وكم ردد علي قول الصفدي:
الجَدُّ في الجِدِّ والحرمانُ في الكسلِ
فانْصَبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ
حضر مجالس ودروس كبار العلماء في بلدته المجمعة كأمثال الشيخ العلامة عبدالله العنقري والشيخ العلامة عبد الله بن حميد -رحمهم الله-، كان خطيباً وإماماً للجامع القديم لسنوات، وقد حدثني أنه لما زار الملك سعود -رحمه الله- المجمعة عام 1378هـ خطبتُ بهم كالعادة وكان الموضوع عن العلاقة بين الراعي والرعية، فلما نزلت توجهتُ للملك سعود -رحمه الله- واستأذنته أن يصلي بالناس فتقدم وأمَّ بنا.
وفقه الله للصبر والاجتهاد والعمل الدؤوب حتى أصبح مديراً لرئاسة القضاة بتوجيه من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم، ولما أنشئت وزارة العدل أصبح مديراً عاماً على مكتب وزير العدل.
توفي ليلة الأحد 28/2/1441هـ وقد قارب الهنيدة، فرحمه الله وغفر له.
منَّ الله علينا حين سكن والدي -حفظه الله- ورفع منزلته في حوطة سدير أن يكون إمام المسجد الشيخ كبير من دولة باكستان وقد كان من أوائل من جاء لتدريس القرآن فحفظ على يديه من أبناء سدير عدد كثير، وتعلم خلق لا يحصيهم إلا الله، وكان من أبرز تلاميذه قوة في الحفظ والإتقان الأستاذ الفاضل اللغوي الأديب أبو أيمن أحمد بن عبدالرحمن بن ناصر الليفان، فكان رحمه الله ممتازاً بكثرة قراءة القرآن، وكان متأثراً في تلاوته وأدائه بالشيخ الجليل علي الحذيفي إمام الحرم النبوي، أتم حفظ القرآن وهو دون العشرين، ولد رحمه الله في سنة 1394هـ، وتخرج في الابتدائية عام 1406هـ، ودرس بالمعهد العلمي بحوطة سدير المرحلتين المتوسطة والثانوية وتخرج فيه 1413هـ، والتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام وتخرج فيها عام 1420هـ، تم تعيينه معلماً في ثانوية بلدة «الحفنة»، وفي صباح يوم السابع عشر من شهر ذي القعدة عام 1421هـ بعد أن صلى الفجر بالمسجد الذي هو إمامه اتجه إلى عمله، وفي الطريق انقلبت به سيارته فتوفي رحمه الله رافعاً سبابته إلى السماء، فكان خبر موته مؤثراً على كل من عرفه، توافد المصلون ليصلوا عليه بعد صلاة مغرب ذلك اليوم، ثم تبعوه إلى المقبرة وهم كثرة كاثرة، توفي ولم يكن تزوج -رحمه الله- غير أنه خلف الذكر الحسن، توفي لم يبلغ الثامنة والعشرين من عمره، عرفته في أكثر من موقف عرفته حين كان يبكر لصلاة الجمعة فيصلي في جامع الحي الذي نسكن فيه، فإذا دخلت الجامع فإذا هو يقرأ حفظاً على الذي بجانبه ويتناوبان في القراءة حتى يدخل الخطيب.
عرفته حين كنت أدرس بالجامعة، فكان يأتي للزيارة في النُزل الذي نستأجره مع مجموعة من الأصحاب، وكان دائماً يحب المساجلة والمسابقة الشعرية فيأتي ببيت من الشعر وآخر حرف منه يكون هو مطلع البيت الشعري الذي آتي به فكنا نمضي إلى ثلاثين بيتاً لا غالب ولا مغلوب حتى لزَّني مرة بحرف الزاي! فلم يحضرني وقتها إلا قول الشافعي في طلب العلم فأبدلت حرفاً بحرف حتى لا أغلب في منافسته، فجعلت مكان الذال حرف الزاي فقلت:
زكاء وحرص واجتهاد وبلغة
وصحبة أستاذ وطول زمان
فضرب على ركبتي فرحاً مسروراً قائلاً: يا زين هذا التعديل.
كان شاعراً قوي الألفاظ والمعاني كتب في الثناء والرثاء والنصح والتوجيه وفي التأمل ونظم في القرآن قصائد كثيرة منها قصيدة في فضله وآداب تلاوته، والقراءات السبع، وأوجه الإعجاز فيه، وبما يبتدئ كل جزء من أجزائه، ومواضع السجود، حتى رموز الوقف.
شارك في مناسبات كثيرة، ورثى علماءنا الذين ماتوا على رأسهم سماحة شيخنا عبدالعزيز ابن باز رحمه الله، قال في إحدى قصائده:
فقبض أرواح أهل العلم معضلة
تقطِّع الأرض والأكباد لأواءُ
فهم نجوم وهم شمس إذا أفلت
لا يستقرُّ لها في الأرض جَهْلاءُ
وهم على الأرض أوتادُ ثَبَات وهم
لطلسم الظنِّ والتشكيل قُرَّاءُ
وقال في رثاء شيخنا ابن باز رحمه الله:
المجد بات طريحاً يوم ينعاكا
والترب فاح عبيراً يوم وراكا
ما كنت أحسب أن البدر من فرق
يغور في الترب محزوناً لفرقاكا
ومن لطيف ما قال رحمه الله:
لا خير في المرء إن لم يكسه الأدب
ولا ثراء لمن لم تُثْرِه الكتب
المال يفنى وعلم المرء يحفظه
قلب الزمان وإلا سادة نجب
إلى آخر ما قال رحمه الله..
سائلاً الرحمن أن يكشف الوباء، ويستجيب الدعاء، وأن يلطف بالمسلمين، ويحفظ ديارهم من كل سوء ومكروه، وأن يرحم موتانا جميعاً.