عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) تتطلب المرحلة القادمة من جميع إدارات الأندية التي ترتبط بعقود احترافية ضخمة مع لاعبيها المحترفين، سواء محليين أو أجانب، المراجعة؛ فما كان قبل جائحة كورونا يجب أن يتغير ويتبدل تماشيًا مع المرحلة والحالة العالمية، وتراجع الحالة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم؛ فالعقود الضخمة والكبيرة يجب أن تتغير بأي طريقة كانت، وحسب احترافية وإمكانيات كل إدارة، ومدى معالجة الأمر حسب الإمكانيات رغم أنني أجد أن التعاون والتنازل بين الأطراف هو ما يجب أن يسود؛ فنحن ندرك أن العقد شريعة المتعاقدين، وأن أي طرف يخالف أو يقصر في بنوده لا بد أن يدفع ثمن ذلك، خاصة إذا ما كان هناك شرط جزائي الذي دائمًا ما يكون ضخمًا وعالي القيمة، ولكن لأن ما حدث أمر شامل وجارح للعالم والبشرية بأسرها، وخارج إرادة الإنسان، فهو مرض وابتلاء من الله سبحانه، وغير مسبوق، فهذا أمر يجب أن يكون مقدرًا ومحترمًا من الجميع؛ ليصل جميع الأطراف لحل مُرضٍ ومقبول، ولا يشكل ضررًا على طرف من الأطراف. وفي المقابل أجد أن الاتحاد السعودي مطالَب في هذا الوقت تحديدًا باتخاذ قرار استراتيجي ومهم، هو (تقليص عدد اللاعبين الأجانب المحترفين إلى أربعة أو ثلاثة لاعبين فقط)، إضافة إلى إجبار إدارات الأندية على معالجة عقود لاعبيها المحترفين الأجانب والمحليين.
وهذه المسؤولية تقع على لجنة الاحتراف في اتحاد اللعبة.
وهذه الخطوة أجدها -من وجهة نظري- ضرورية وحتمية حتى ولو هبط مستوى اللعبة والإثارة؛ فالقبول بما تمتلك وتستطيع الوفاء والالتزام به أفضل بمراحل من تكبد الديون وجدولة المديونيات والمطالبات والشكاوى، وعكس سمعة غير جيدة عن الأندية والرياضة السعودية بصفة عامة لدى المنظمات والهيئات الرياضية الدولية.
فالوطن وسمعته والصورة الناصعة لابنائه وقيادته يجب أن لا تُخدش ولا تهتز من أجل إشباع رغبات نحن في غنى عنها.
نقاط للتأمل
- أتمنى حث التراب في وجه أي جهة أو منظمة تتحدث عن حقوق الإنسان في وطننا العظيم؛ فقد كشفت جائحة كورونا حقيقة الأمر، واتضح مَن كان يسوق للكلام والحديث المعادي.
ففرق بين احترام حقوق الإنسان بالكلام في دول الغرب التي تعتبر نفسها متقدمة، ومَن أثبت حقوق الإنسان بالعمل والفعل.
وهنا أقول شكرًا لله الذي ابتلى العالم بكورونا؛ ليفضح ويبين الصحيح من الخطأ، وتنجلي غمة وعقدة عقود من الزمن، وتتضح الحقيقة بأن السعودية فقط العظيمة، وكفى.
- الآن أستطيع أن أقول: إن الكرة في ملعب إدارات الأندية حول الطريقة المثلى للتكيف والتعايش مع المرحلة القادمة والموسم القادم؛ فمسؤولية كل إدارة أن تكون حريصة على استثمارات النادي، والحفاظ على موارده المتعددة، والاعتماد شبه الكامل على مداخيله، وعمل ميزانية متوازنة ومقننة ومتفقة بين المداخيل والمصروفات؛ فليس الدعم الحكومي أمرًا ضروريًّا؛ فهناك أهم من ذلك، وأذكر دائمًا أن كل نادٍ مسؤول عن مصاريفه، وعلى كل نادٍ أن «يمد رجوله على قد لحافه».
خاتمة: الحمد لله الذي لولاه لما بزغ فرح بعد حزن، ولا اتساع بعد ضيق، ولا أمن بعد خوف، ولا بشرى بعد انتظار.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة).
ولكم محبتي، وعلى الخير دائمًا نلتقي.