«الجزيرة» - الرياضة:
«العالمية صعبة قوية» عبارة أُطلقت لهز الهلال، وهز ثقة اللاعبين بأنفسهم، ولكنها كانت لدى الهلاليين تمثل حافزًا ودافعًا للتحدي؛ فعمل الهلاليون على إعداد فريقهم بأسلوب علمي عالمي، أكلوا معه الأخضر واليابس، وقدموا لحب النضارة كل ما يشتهون من نجوم وألقاب وعروض كروية ممتعة.
تلك العبارة انطلقت بعد بطولتَي أبطال الكؤوس والسوبر الآسيويتين، ثم المشاركة في مونديال الأندية عام 2000م رغم أن الهلال قبل هذه المشاركة حقق ثلاث بطولات آسيوية، وبعدها حقق أربع بطولات، ووصل للبطولة العالمية الثانية عام 2001م في إسبانيا قبل أن تُلغى بحجة إفلاس الشركة الراعية!! وهو ما نفاه رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر الذي كشف للقناة السعودية مع الزميل سليمان الهويمل أن الإلغاء تم بفعل فاعل. وربما ذلك الإلغاء كان لمصلحة الهلال لتستمر معايرته بالعالمية الصعبة القوية؛ ليستمر التحدي الأزرق، ويستمر المارد في حصد الألقاب، ويوسع الفارق مع منافسيه بعدد البطولات والنجوم والألقاب الشخصية للاعبيه على الأصعدة كافة. وفي المقابل كانت كالمخدر لمنافسه النصر؛ فمدرجه أوحى للاعبيه أن العالمية التي وصل إليها الهلال، وأُلغيت المشاركة فيها رغم حصوله على كل امتيازاتها المالية والمعنوية، أنها تكفي للتفوق، وتكفي للتقليل من الهلال؛ فاستمر الأخير بحصد الألقاب بعد العالمية الصعبة القوية في نظرهم في الألفية الجديدة؛ لتصل بطولاته لـ31 بطولة بالإضافة لأربع بطولات أولمبية، فيما نافسه الاتحاد في منافسته من 2000 - 2020م بتحقيقه 16 بطولة، منها خمس بطولات خارجية، اثنتان منها عالميتان، ولكنهما ليستا صعبتين، ولا قويتين. وجاء الأهلي ثالثًا بـ14 بطولة، منها ثلاث خارجية، واثنتان أولمبيتان، والشباب رابعًا بعشر بطولات، وثلاث بطولات أولمبية. أما صاحب أهزوجة العالمية صعبة قوية فقد حل خامسًا للكبار بخمس بطولات فقط لا غير، وواحدة أولمبية، أي أقل من سدس بطولات الزعيم العالمي صاحب البطولات الآسيوية السبع (7) متفوقًا على كل الفرق بعدد بطولاته محليًّا وعربيًّا وآسيويًّا. وهناك من يرى أن جمهور النصر أسهم في هذا الإنجاز البطولي التاريخي خلال عشرين عامًا؛ فقد حفزوا الهلاليين، ودفعوهم إلى مضاعفة بطولاتهم؛ فتضاعفت جماهيرهم، وأصبح اسم ناديهم ماركة للإنجازات الكبيرة. ويخشى أصحاب هذا الرأي أن يكون الإنجاز الآسيوي الأخير للزعيم العالمي مثبطًا بعد دفن عبارة «العالمية صعبة قوية» كما أشار لذلك الزميل محمد البكر بعد نهاية موقعة سيتاما مباشرة بهدفَي سالم وقوميز. ويخشى هلاليون أن يتوقف التحدي الهلالي عند ذلك؛ فالعبارة التي أرادوها تدميرًا صارت دافعًا معنويًّا كبيرًا لتوسيع الفارق البطولاتي لعدد من الصعب -إن لم يكن من المستحيل- لوصول إليه، ولكنها عبارة ستغيب، فهل تغيب معها الانطلاقة التاريخية للهلال بعد إنهائها في سيتاما - اليابان بتاريخ 24 نوفمبر 2019م؟ وهل يكون عام 2020م بداية التوقُّف الهلالي والعودة النصراوية؟