علي الصحن
هل يكون تخفيض عدد اللاعبين الأجانب أحد الحلول المتاحة في الموسم المقبل من أجل تقليص مصروفات الأندية السعودية، وهل العدد الحالي من اللاعبين الأجانب ضرورة بالفعل، وهل حقق الإضافة المطلوبة منه للمنافسات؟
في اعتقادي أن تقليص العدد إلى أربعة سيكون في صالح الأندية، وأن إيجابياته ستكون أكثر من سلبياته، وأن هناك أندية قد تتضرر على المدى القصير، لكن الأمر لن يكون كذلك على المدى الطويل.
عدد اللاعبين الأجانب (8) ثم (7) استفادت منه عدة أندية بلا شك، وبعضها استطاع المنافسة بعد اعتماد هذا العدد، خاصة الأندية التي لديها ضعف في العنصر المحلي، وهناك أندية لم تستفد من هذا العدد بالشكل المطلوب، لأن لديها لاعبين محليين مميزين، ويبرز هنا على سبيل المثال فريق الهلال الذي نجح في الفوز بدوري أبطال آسيا بأربعة لاعبين أجانب فقط، وهو الرباعي الذي يشارك باستمرار معه الدوري وأسهم في صدارته له، علماً بأن بعض لاعبي الفريق الأجانب يشاركون كبدلاء في كثير من المباريات.
تخفيض عدد اللاعبين الأجانب ضرورة ملحة مادياً وفنياً، العدد الحالي مكلَّف للأندية ولن تستطيع الإيفاء بكل التزاماته المادية خلال الفترة المقبلة، كما أن آثاره الفنية الجيدة لم تكن أكثر من آثاره السلبية التي يأتي في مقدمتها غياب الفرصة عن اللاعب المحلي، والتأثير المباشر على مستواه وبالتالي على مستوى المنتخب الأول.
بعض الأندية قد لا تكون بحاجة للعدد الحالي من اللاعبين الأجانب، لكنها تضطر للتعاقد معهم من بسبب المطالب الجماهيرية، وحتى تغلق الطريق أمام أي تعليقات في حال عدم تحقيق النتائج المطلوبة، وهي بذلك تخسر مرتين مالياً وفنياً..!
عدد من اللاعبين الأجانب لم يشكل أي إضافة لفريقه، وبعضهم يقوم بدور جيد لكن من الممكن أن يقوم به أي لاعب يأخذ نفس الفرصة، وبعضهم بالتأكيد حقق الإضافة وسجل حضوراً مميزاً وصنع الفارق الذي يحلم به أي مدرب ومدرج وهؤلاء يكفي عدد (4) لاعبين أجانب لاحتوائهم في أي فريق، وضمان وجودهم فيه.
هل استفاد اللاعب المحلي من اللاعب الأجنبي، أعتقد أن لا هي أقرب الإجابات للحقيقة بكل أسف، لم نشاهد تطوراً في أداء معظم اللاعبين المحليين بسبب الاحتكاك باللاعب الأجنبي، وربما كان الأسباب متعلِّقة باللاعب نفسه، وربما كانت بسبب المدربين وعدم حرصهم على تفعيل هذا الجانب، أو امتلاكهم للوقت الكافي لذلك.
اتحاد الكرة يجب أن يقرِّر، وأن يعلن قراره بشأن عدد اللاعبين الأجانب مبكراً حتى تملك الأندية الوقت الكافي لاتخاذ ما يناسبها في الفترة المقبلة.