فهد بن جليد
من اليوم الخميس ندخل مرحلة جديدة وإيجابية في رحلة العودة لحياتنا الطبيعية، هذه الخطوات لا تعني نهاية جائحة (كورونا) فالفيروس ما زال موجوداً ولكنَّنا أقدر من أي وقت مضى على التغلّب عليه وتحييد خطره، الحذر والانتباه المُرافق لحالة البهجة والفرح المُختلطة بالمعنويات العالية أمر إيجابي جداً ويدل على مدى الخبرة المُكتسبة من تجربة (كورونا)، بالتأكيد الخطوة تُراهن على وعي ومسؤولية المُجتمع في الحفاظ على التباعد الاجتماعي في هذه الأوقات مع ضرورة الالتزام بالاشتراطات والنصائح الطبية اللازمة، فلولا التزام -النسبة الأكبر- من المُجتمع في المراحل السابقة، لما وصلنا إلى هذه المرحلة الإيجابية والخطوة المُتقدِّمة التي يتم فيها وضع خطة توازن بين سلامة الجميع ودفع عجلة التنمية والاقتصاد وعودة الحياة تدريجياً لما كانت عليه قبل (كورونا).
إعلان الخطة الزمنية للعودة وخطواتها، دليل آخر على مدى الوضوح والشفافية في التعامل مع (ملف كورونا) وهو أحد أسرار النجاح السعودي، نحمد الله أنَّنا نبدأ مرحلة العودة للحياة الطبيعية وكُلنا ثقة في قيادتنا الرشيدة ووطننا الغالي، أكثر تفاؤلاً وأملاً وأحلاماً في غدٍ مُشرق، فقد أثبتت هذه الأزمة بمُنعطفاتها الحساسة وتحدياتها الخطيرة قيمة الإنسان الذي يقاسمنا العيش على هذه الأرض الغالية، وأهمية المواطن السعودي في عين قيادته وحكومته التي جعلت سلامته وحياته قبل كل شيء، عندما رخص الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على أبناء وبنات الوطن، في لحظات ومنعطفات ستبقى محفوظة في صفحات التاريخ، حيث يحق لنا أن نفخر ونفاخر بذلك أمام الجميع.
لن ترعبنا (الأرقام) مُجدَّداً ثقتنا في نظامنا الصحي كبيرة -بقوة الله-، ومرحلة المواجهة بالفحص والمسح ضمن الخطط الشاملة للوزارة تضمن منع الانتشار والمواجهة المبكرة -بإذن الله-، فيما عجلة الاقتصاد والتنمية تدور -بفضل الله- وسط تحدٍ كبير بتحوّل الاشتراطات الطبية إلى عادات سلوكية مُكتسبة في حياتنا الطبيعية، وهو ما يجب الانتباه له وتعزيزه في ثقافتنا بتجنب الزحام، والحفاظ على المسافات بيننا وبين الآخرين، والالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين، والتأكد من تعقيم كل شيء حولنا، لنجعل من أسلحة الوقاية هذه (منهج حياة) جديداً، ومكتسبات لا تراجع عنها.
وعلى دروب الخير نلتقي.