مها محمد الشريف
كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- التي وجهها للمواطنين والمقيمين وعموم المسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك تضمنت أبعاداً عديدة كان على رأسها أولوية صحة الإنسان المقدمة على أي اعتبار آخر «فمن أجل الإنسان يهون كل ما دونه» كما جاء في كلمته الضافية.
جميع الإجراءات التي اتخذت كانت لهدف رئيسي الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد وتخفيف التداعيات الاقتصادية على المواطن والمقيم على حد سواء، ومع الظروف المصاحبة للعيد هذا العام الذي سيتذكره الجميع بأنهم عاشوه متباعدين عن أهلهم وأحبائهم جاءت الكلمة الحانية من الملك سلمان -حفظه الله- ليكون وقع كبير ببث الطمأنينة في نفوس الشعب وشحذ الهمم للعودة قريباً لحياتنا الطبيعية بفضل الله وتوفيق القيادة بجهودها التي كرست من خلالها كل الإمكانيات لحماية الإنسان على هذه الأرض الطيبة المباركة.
لقد قال -حفظه الله-: «إنني أقدر بشكل كبير قضاءكم العيد في بيوتكم، ملتزمين بكل وعي ومسؤولية بإجراءات التباعد الاجتماعي، مستعيضين عن اللقاءات وتبادل التهاني مباشرة، بالتواصل والمعايدة والتهنئة بالاتصالات والمراسلات والتواصل عن بعد، كل ذلك حرصا على سلامتكم». في إشارة واضحة لقربه من كل بيت وأسرة في المجتمع وتقديره لالتزام الجميع بالتعليمات التي هدفها أولاً وأخيراً حمايتهم من خطر هذا الوباء.
ويتضح من مضامين الكلمة، متابعة وتوجيه القيادة الرشيدة لما يقدمه أبطال جيشنا الباسل في الحد الجنوبي وأبطال قطاع الصحة خط الدفاع الأول بمواجهة الوباء ورجال الأمن بكافة القطاعات الذين يبذلون جهودا وتضحيات لخدمة الوطن وأمن وسلامة المواطن، والمسألة الثانية إدراك مدى خطورة الجائحة باتخاذ إجراءات احترازية مسبقة لينضوي هذا المجهود مع الإنجازات العظام في سجل حافل من تاريخ البلاد في كافة الميادين وعن أهمية الإنسان في المملكة العربية السعودية، والسعي الحثيث لتخفيف آثار الجائحة، ليعيد للمجتمع حياته الطبيعية ويكتفي بتطبيق الإرشادات والحذر من التهاون بها، فالمملكة تعطي اهتماما واسعا للإنسان في كل قراراتها وسياساتها الداخلية والخارجية و ما الدعم السخي لمنظمة الصحة العالمية لجهودها في مواجهة الجائحة وذلك لدعم الجهود الدولية لإيجاد لقاح لهذا الوباء الا دليل على ذلك مقروناً بالقول والعمل.
بمقدار ما كان التدخل سريعاً من حكومتنا الرشيدة، كان العالم يعيش في جدلية الواقع ومقتضيات انتشار الوباء وسرعته وتحديد نقاط الضعف في مؤسساتها الصحية التي لا يمكن حصرها حتى فقدوا مئات الآلاف وملايين من المصابين، فقد أثبتت النتائج أن منطق المنفعة العصرية تحسم من خلال النظر على الواقع وليس النظر إلى دول متقدمة وعظمى تعجز عن السيطرة على مواجهة الجائحة.
والغرض من ذكر تلك الإخفاقات لدول العالم تذكير بالدور الكبير الذي قدمته حكومتنا الرشيدة للمواطنين والمقيمين ولا تألو جهدا في شكر وذكر ما قدمه المسؤول ومنسوبو القطاعات العسكرية وقطاع الصحة في الأزمة الصحية وتوظيف الإمكانيات بالشكل المطلوب من قائد حكيم ليظل الإنسان في مأمن من الجوائح والحوادث الطارئة ففي وقت عصيب على كل إنسان خائف على صحته ويعيش ظروفاً غير مسبوقة في مناسبة عظيمة كعيد الفطر السعيد، لكن الكلمة السامية من مقام خادم الحرمين الشريفين كانت معايدة لكل إنسان ومبعث الأمل والتفاؤل وتعزيز الثقة في المستقبل القريب بأننا سنعود للحياة الطبيعية متكلين على الله عز وجل وفخورين بدولتنا وعظمة ما قدمته في هذه الأزمة غير المسبوقة عالمياً في التاريخ.