د.معراج أحمد معراج الندوي
إن فيروس كورونا الذي سرعان ما تحول إلى جائحة عالمية في مدة قليلة، وأنه تجاوز بتداعياته على مجال الصحة والعلوم الطبية كما هو الشأن مع كل الأوبئة التي مرت على البشرية. ولن يكون تأثير كورونا على النسق الاجتماعي والسلوك البشري بل يكون أثره في العبادة والصلاة. وفي ظل الفيروس كورونا قدم علينا رمضان ليبعث بنسمائه الأمل برحمة الله التي وسعت كل شيء.
يعد شهر رمضان المبارك من الأزمنة المباركة التي يعود فيها الناس إلى ربهم ويتوبون من ذنوبهم، مع أن رمضان جاء في وقت حظرت فيه صلاة الجماعة والتراويح احترازاً من انتشار فيروس كورونا. راح فيروس كورونا يمنع المسلمين من التوجه إلى المساجد الذي بكاه الكثيرون، وراح صوت المؤذن يصدح عبر مكبرات الصوت في العديد من العواصم الإسلامية «صلّوا في رحالكم»، في مشهد لا يبعث إلا الحزن ويدفع المؤمنين إلى التضرع إلى الله.
يسجل التاريخ بأن الصيام في هذ العام بعام كورونا الذي لن تنساه البشرية كما لم تنس أزمات وأوبئة كونية مرت بها منذ قديم العصور، لكن ما يمكن قوله في صوم هذا العام أن أبواب الرحمة مفتحة للمؤمنين بطاعاتهم وصلواتهم في البيوت، بل ربما يتيح فيروس كورونا فرصة جديدة للشعور بوضع المساكين والفقراء الذي هو من أهم مقاصد الصيام.
إن أزمة كورونا لم تؤثر على الفريضة فقد أقام المسلمون لياليه الأخيرة في بيوتهم تعبداً لله تعالى بصلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم كما أن هذا الشهر لم تحل كورونا دون إقبال المحسنين على التصدق على المحتاجين ككل عام حيث يضاعف لهم الأجر كثيراً.