عبود بن علي ال زاحم
تحت عنوان «القيادة في زمن الاضطراب: قواعد جديدة للعبة الإدارية في أصعب الظروف الاقتصادية»، يقدم أستاذ القيادة والإدارة في جامعة هارفارد الأمريكية، الدكتور رام شاران، نصائح لرجال الأعمال والمديرين حول كيفية قيادة دفة مؤسساتهم إلى بر الأمان في ظل الأوضاع الاقتصادية بالغة الصعوبة، التي باتت تتطلب نمطًا إداريًّا، يختلف جذريًّا عن عهود الاستقرار، ويتسم بمرونة استراتيجية وهيكلية ومالية.
ويوضح الكاتب أن الأمر لن يقتصر على قدرة تلك المؤسسات على للحفاظ على بقائها، ولكن أيضًا قدرة المديرين ومخططي الاستراتيجيات ومنفذيها، على تحويل التحديات إلى فرص. مشيرًا إلى أن أول خطوة على هذا الطريق تتمثل في التحرك السريع الحاسم استعدادًا لمواجهة أسوأ سيناريو متوقع، وتجنُّب النزعة التفاؤلية المفرطة التي تدفع إلى التراخي والتردد في اتخاذ القرارات.
ويؤكد الكاتب ضرورة أن يحول المديرون تركيزهم من حساب الأرباح والخسائر إلى السيولة الحالية والمستقبلية التي ستتوافر لشركاتهم؛ إذ تعد التدفقات النقدية التحدي الأهم الذي تواجهه معظم الشركات؛ لتتمكن من الصمود طيلة فترة الأزمة الاقتصادية العالمية.
ويشير الكاتب أيضًا إلى أن الاستمرار في السوق يتطلب تخفيض النفقات. ورغم كونها خطوة مؤلمة إلا أنه يمكن تحويلها إلى عامل إيجابي عبر انتقاء بنود تخفيض النفقات الصحيحة؛ فيتم الابتعاد عن الأصول الثابتة التي لا تقدر بثمن، ولا مجال للتفريط فيها، وتمثِّل قلب النشاط التجاري للمؤسسة.
ويشدد الكاتب على أهمية قيام المديرين بإجراء تغييرات جذرية في أساليب المتابعة اليومية للعمل؛ لأن إحراز النجاح في ظل مناخ اقتصادي متقلب يتطلب مواصلة إجراء تعديلات من وقت لآخر في الصفقات التجارية وعروض المبيعات. مشيرًا إلى أن تلك الظروف تتطلب ما يسمى بالإدارة المركزة أو المكثفة، بمعنى الانخراط الشديد في تفاصيل الأنشطة التجارية الخاصة بمؤسستك، مع الوجود الفعلي والمتابعة المستمرة عن كثب.
ويشير الكاتب إلى عدد من السمات التي تتوافر في شخصية المدير الكفء، والقادر على مواجهة تحديات الاقتصاد، ومن أبرزها الأمانة والمصداقية، والقدرة على بث الأمل في النفوس، والمزاوجة بين النزعة التفاؤلية والنزعة الواقعية، والإدارة القوية والمركزة، وجرأة الإعداد للمستقبل.