محمد المرواني
فرض تفشي كورونا على المجتمع الرياضي توقف النشاط ميدانيًا، ولكنه ظل صاخبًا كلاميًا.
أصبح الكل له برنامج.. وموقع ودردشات، وبدل الصيام والكف عن أعراض الناس زادت لغة تصفية الحسابات.
هناك كل يتبنى رأياً ولو اضطر للكذب وتزييف الحقائق!!
طبعًا غالباً تجد الكبير حتى في عز الفوضى أعقل وأركد رغم أن بعض الكبار لا يحلم على الصغار وربما يجاريهم بهجمة مرتدة ولو استغرب الناس.
العقل.. الحلم.. حسن الكلام هذا ما يميز الكبير عن الصغير وإلا لما عرفنا السقيم من السليم!!
أنا أنتمي لمجموعة التحكيم رياضيًا وأعرف ربما ما لا يعرفه القارئ وأعتقد أنه ينبغي حاليًا وبالمستقبل إجراء اختبارات نفسية قبل الرياضية كما يعمل ببعض الكليات العسكرية لنعرف مدى جاهزية من سيكون حكماً بخلوه من الاضطرابات النفسية والعقد الداخلية التي من الممكن أن توثر بمهنته كحكم أو ما بعد التحكيم لأن العمل فعل متصل وليس منفصلاً!!
مع الأسف في رمضان فقط بدأ المسلسل المدبلج لحوارات الحكام المعتزلين السابقين ممن يعانون عقد الماضي من هجوم على البعض ومن اعترافات ليس هذا وقتها، ومن أيضًا كثير من الكذب لا يليق برجل اعتزل وتجاوز الخمسين، ماذا يريدون هل يعتقدون أن المسؤول يعطي الثقة بأي حال من الأحوال ممن يهاجم منظومته أو زملاءه، هل يعتقدون أنهم سيصلحون أم سيصبحون أبطالاً في عالم الحكام؟
أعتقد أنهم مع الأسف في هذا الوقت الذي يحتاج منهم زملاؤهم بالميدان إلى الدعم لإعادة الثقة لهم نجدهم يقللون حتى من عطائهم ولا يدعمونهم بكلمة، بل إن البعض يصرح كحكم (خبير) حسب أهواء الأندية ربما ليجد دعمًا بأمل أن يكون مسئولاً بلجنة لعله يحسن وضعه (المعيشي) ويكسب أكثر مما كسب سابقًا!!!
* * *
ثلاثة أجيال لتحكيم جيل الدهام وأبنائه جيل أغلبه احترم نفسه وزملاءه من النادر مهما اختلفوا أن يتخذوا من الإعلام طريقاً لمهاجمة بعضهم.. الجيل الثاني ممن وجد البعض الدعم والبعض منح الدولية وأنصاف الحكام وبعضهم وصل للعالمية -ولا نبخسهم حقهم- لكن طبعًا أصحاب المطامع أساؤوا لأنفسهم ولمنظومتهم ولم يحترموا تاريخًا ولا زمالة، وهم بلاشك نقطة سوداء!!
الجيل الحالي يحاولون أن يعودوا وهذا يحتاج إلى عمل وجد وحب واجتهاد، ونتمنى أن يتعلموا من الجيل الأول وليس ممن سبقهم من جيل نصائح تويتر!!!
* * *
هل استفدنا من أي حوار لحكم سابق سوى أنه يذكر الناس بأنه كان بطلاً وأدار أصعب المباريات، علينا أن نقارن بين حديث مارك كلايتنبرغ الأخير (رغم أني لا أحبه) إلا أنه يعطيك قصصًا من الملعب وكيف غيَّر طريقة تحكيمه عندما شاهد مهارات ميسي وكيف تعامل مع اللاعبين ومن أتعبه بالملعب ولماذا أهداه كريستيانوا قميصه، وحكاية هدف راموس، لذلك إن لم يكن حديثك مفيدًا فالصمت أفضل!!!
* * *
كلام للي يفهموه
يقول لي أحد الحكام المعتزلين في مناسبة جمعتني به: أنظر عدد المتابعين لي، فقلت له إنهم يشجعونك لتشتم منافسيك، لست حكمًا سابقًا أنت مشجع سابق!!
* عندما تكون مسؤولاً تبحث عن المال وعندما تخرج تقدم الحلول لماذا لم تطبقها بوقتك.
* عندما يكون تاريخك بطولة إقليمية عليك أن ترتاح فلا مقارنة بينك وبين من وصل آسيا والأولمبياد العالمي وصال وجال بالملاعب يدير أقوى المباربات، اسمح لي أنت تسيئ إلى نفسك!
* * *
خاتمة
التاريخ تحكيه الملاعب لا الاستراحات واليوتيوب.